أزمة انسانية في أزواد

يعيش الاف الاسر من النازحين الازواديين من الطوارق والعرب في شمال مالي أوضاعا انسانية حرجة -زيادة على ألاوضاع الصعبة للغاية لملايين من اللاجئين الازواديين في الدول المجاورة-حيث أضطر هؤلاء إلى الفرار من مدنهم وقراهم تاركين كل مايملكون وراءهم انقاذا لحياتهم من قصف الطيران الحربي المالي والقتل المحتمل منذ بداية الثورة ألازواد ية الحالية في 17 يناير الماضي حتى تاريخه.
ولم يجد هؤلاء المواطنين المدنيين الاعزل وسيلة لانقاذ حياتهم الا اللجوء الى مناطق صحراوية نائية تبعد عن قراهم بعشرات الكيلومترات ،حيث يستظلون حاليا تحت الاشجار ويفترشون الارض في برد قاس رافعين أيديهم الى السماء طلبا للمساعدة والعون،وخاصة بعد ما دمر الطيران العسكري مواشيهم ولوث بيئتهم.
ويعاني هؤلاء النازحين ذات الاغلبية من الاطفال والنساء والشيوخ من انعدام جميع ضروريات الحياة الاساسية وعلى سبيل المثال: انعدام المياه الصالحة للشرب والغذاء والمخيمات و البطاطين والاغطية والافرشة وغيرها.
وتقدر المفوضية العليا لشئون اللاجئين الدولية عدد النازحين الازواديين بأكثر من 63 ألف نازح وفقا لتقريرها الصادر في هذا الشأن في 22 فبراير 2012 مع العلم بأن هذا العدد في ازدياد مستمر نتيجة استمرار الصراع في البلاد.
وهم يتوزعون كالتالي : يتواجد أكثر من 4200 نازح قرب مدينة كيدال، ويتمركز 26000 من الفارين من مقاطعة ميناكا بين المدينة والحدود النيجرية و 12000 آخرين في صحراء تيساليت قرب الحدود الجزائرية. و11000 شخصا فروا من تنمبكتو الى مناطق قريبة للحدود الازوادية في الجنوب وكما ينتشر أكثر من 50 ألف نازح آخرين في الصحراء الممتدة بين غاوو وكيدال.
.
وتأتي هذه الازمة الانسانية لتزيد الطين بلة، حيث أن المنطقة مرشحة أصلا لحدوث أزمة غذائية فيها بسبب قلة الامطار هذا العام التي تمثل مصدرا أوليا لاقتصاد المنطقة المتمثل في الثروة الحيوانية والزراعة.
بقلم /فاطمة بنت اسماعيل.