أزواد حق يأبى النسيان (1) بقلم / الوديع الشريف

أزواد حق يأبى النسيان (1) بقلم / الوديع الشريف

3تحولات جذرية حدثت وبوتيرة متسارعة في العالم اليوم ألقت بظلالها على قضية أزواد الغائبة منذ عقدين من الزمن عن المسرح العالمي . لكنها حاضرة في وجدان الشعب الأزوادي الذي مازال إنتاجه الثوري ومنذ حقب ماضية يتغنى بالحرية والإقتصاص من الظالم .
لم يكن الشعب الأزوادي كبقية تلك الشعوب التي أعمتها ملذات الحياة المدينة وبهرجتها .. ولم يكن يوما من الأيام شعب يسكن إلى الدعة والراحة .. ..
وعلى بساطة الحياة في أزواد وانعدام وسائل الحياة العصرية في أغلب مناطق إقليمه نتيجة سياسة إقصائية تتبعها الحكومة المالية تجاهه رغم كل ذلك لم يزل ذلك الشعب هو نفسه الشعب الذي.يعشق قسوة الصحراء بكل ما تعنيه كلمة العشق من معنى . ليس هناك سوى الشمس لكن الشمس في الصحراء أجمل من سواها وحتى الظلام … ظلامها أجمل

 

الشعب الأزوادي شعب قنوع بما فيه الكفاية وشعب مسالم إلى أبعد حد .. لكنه لا يروض وكل من اقتحم عليه صحراءه شهد له بذلك .

ربما الكثير من المهتمين بشأن هذا الشعب الأبي لايرون الصورة بكل تفاصيلها عندما يتناولونه بأقلامهم لأنهم كثيرا ما يعزلونه عن مساره التاريخي ويبدؤن من عند اللحظة .

ومن يفعل ذلك فإنه لامحالة سوف يصادر الحقيقة ويشوه الصورة لأن مصادره هي نفسها تلك المصادر التي تكيد لهذا الشعب الضارب في أعماق التاريخ ببسالته وعلوي شأوه …

وهي نفسها التي تزور تاريخه في غفلة منه …!!!

وهي نفسها التي استعدته على نفسها فألفت خصما لايجهل قدره عندما يتكهن بمعرفته الجاهلون .!!

خصما لايحسب معادلة النصر بقانونهم المادي . بل يرى النصر نصرا والموت نصرا . فقط هي المهانة في نظره خسارة . هذا هو قانونه منذ الأزل.

 

وعندما استيقظ الجزء الغربي من كوكبنا على صبح جديد تتسابق فيه الشعوب المسلمة إلى التقرب من السيدة أوربا لتخطب ودها آثر هو أن يهز كتفيه غير عابئ بما يفعلون موليا وجهه شطر الرمال هناك حيث كل شي يبعث على الإيمان بأن الرب هو الله لا إله إلا هو الحقي القيوم.

كان في صلواته يهمس في أذن الآرض ويسألها ماذا هناك .. ماذا يفعلون..؟!!

فترد عليه السماء : لا عليك… هم فقط هنالك لامتهان إنسانيتهم بطريقة غير التي يعهدون .!!!

 

ومن المفارقات الباعثة على السخرية أن في ذلك اليوم الذي نصت المادة الأولى من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1960 على “أن إخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي وسيطرته واستغلاله يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية، ويناقض ميثاق الأمم المتحدة، ويعيق تحقيق السلم والتعاون العالميين”.

هو نفسه اليوم الذي تمت فيه مصادرة حق هذا الشعب العريق في تقرير مصيره وكأنه يعاقب على بطولاته إبان معارك المستعمر.

فهو الشعب الذي كان يحارب كل أشكال الإستعمار آنذاك فلم يسمح للمستعمر حتى بتعلم لغته لأنه أدرك منذ البداية أن التعليم يعني التبشير بدين غير دين محمد صلى الله عليه وسلم

وهو الشعب الوحيد الذي أحرق الكنيسة عندما بنيت بالقرب من بيت من بيوت الله وطرد قساوستها بعد أن أساؤوا إلى حبيبنا عليه الصلاة والسلام . لأنه بكل بساطة شعب أقبل على الإسلام بقناعة جعلت من الفاتحين الأوائل عنصرا يمتزج بهذه الأمة ليبقى الدين هو الهوية ولا شيء يعلو على قدسية الدين .

لكنه اليوم في عالم كشر عن أنيابه وبدا وجهه القبيح وتنكر للمبادئ والقيم الإنسانية وجد هذا الشعب نفسه في صراع دائم من أجل البقاء .. لاجار يأمن بوائقه .. ولا صديق يستنجد به كل من حول قطيع من الذئاب . وهو فقط ذلك الحمل الوديع .

 

تعليقات (0)
إغلاق