ازواد في ظل الصراع الجيوستراتيجي العالمي و الاقليمي

ازواد في ظل الصراع الجيوستراتيجي العالمي و الاقليمي

1531858 815666651782799 438173925 oتعيش منطقة الساحل تحولات كثيرة جدا سياسيا و امنيا في ظل ظهور ثورات شعبية و ظهور الحركات الارهابية التي تهدد الامن و السلم العالمي مما حتم على اللاعبين الجيوستراتيجيين التحرك لحماية مصالحهم في منطقة الساحل.و السؤال الكبير الذي يطرح نفسه و الذي يؤرقني حقا هو ما هو مستقبل ازواد في ظل هذه اللعبة الجيوستراتجية بين الكبارهل ازواد سيكون استقلاله ضمن الاجندة الجيوستراتيجية للحفاظ على المصالح الاوروبية و الامريكية؟ام ان اللعبة بدائت تحاك ضد ازواد مع الاعبين المحليين و الاقلييمن خاصة الجزائر و المغرب؟هذه هي الاسئلة العميقة التي يجب على شباب و قادة ازواد محاولة الاجابة عنها و تتبع مجرياتها من اجل مصلحة ازواد و هذه هي النقطة التي يجب على صناع القرار في شعب ازواد و مثقفيهم التدقيق في مجريات هذه اللعبة الجيوسياسية حول منطقة ازواد و توعية الشعب حول ما يجري.

 

اغلب التقارير الامنية و الاستراتيجية الغربية سواء الاروبية او الغربية تعتبر منطقة ازواد او صحراء الطوارق بشكل خاص منطقة استرتيجية لامن اروبا و امريكا من الناحية الامنية و من الناحية الاقتصادية بشكل دقيق لان الامن الاقتصادي الغربي الصناعي سواء الاوروبي او الامريكي بات اكثر خطورة بسبب التحديات الامنية و السياسية التي تشهدها المناطق التي تعتبر مصادر تموين الاقتصاد الغربي المرتكز على النفط خاصة في خضم الازمة مع روسيا الان في جزيرة القرم مما يجعل من الدعم الروسي بالغاز لاوروبا ورقة روسية اقتصادية للضغط بالاضافة الى المنافسة و الاكتساح الروسي للقارة السوداء جنوب الصحراء و تهديدات القاعدة في منطقة المضايق الاسترتيجية للتجارة العالمية.

كل هذا دفع الغرب خاصة امريكا و اوروبا في وضع دراسة دقيقة جيويوليتيكة لمنطقة شمال افريقيا و الساحل و ما زيارة كيري للجزائر الا مؤشر واضح لمعالم جديدة لهذه السياسة.

لنكن صريحين الامريكيون و الاروبيون يدعمون الانظمة الاقليمية سواء الجزائر او المغرب او تونس و او ليبيا و يحاولون مغازلتها و يعقدون معها صفقات لتهيئة الخطة الجيوستراتيجية في منطقة الساحل و هدف الاخير للغرب هو السيطرة على الغاز و النفط في الجزائر و استغلال الثروات و الاحتياطات النفطية و المعادن الثمينة في منطقة الصحراء خاصة ازواد و النيجر اي ارض الطوارق نظرا لقرب هذه المنطقة من المحيط الاطلنتي الذي سترسوا في سواحلها البارجات الامريكية لنقل النفط مستقبلا و ينقل الاوروبيون مغانمهم عبر الجزائر و اسرائيل وعبر السودان و البحر الاحمر.

و التحديات للغرب الان هي كيفية اخضاع المنطقة و تامينها و يفكرون جديا في امرين اساسيين

* اما دعم الدول الاقليمية مثل الجزائر و المغرب خاصة لاخماد الثورات الشعبية في ازواد و منطقة الصحراء و يعقدون معها صفقات جيواستراتيجية.

*دعم الثورات في المنطقة خاصة ثورة ازود و دعم استقلال مناطق الطوارق الصحراوية التي توجد فيها الثروات .

السيناريو الاول هو الذي يحدث الان في منطقة الساحل اي ان الامريكيون و الاروبيون يدعمون الانظمة الحاكمة في الساحل و شمال افريقيا فمادام هذه الدول فتحت مجالاتها الجوية للاستخبارات الامريكية و الغربية فهذه الدول تخدم امريكا و اروبا على المدى المتوسط مع احتفاظ الامريكيين و الغربيين طبعا على اسرار المنطقة التي تلتقطها اقمارها الاصطناعية و تجسساتها حول هذه الدول و تعرف امريكا جيدا تواطئ الاستخبارات الجزائرية و المغربية مع الجماعات الارهابية لكن بالرغم من ذالك تحتفظ امريكا و الغرب بكل هذه الاوراق حتى يحين وقتها الاستراتيجي فهم يدرسون قابلية هذه الانظمة على تيسيير النفط للغرب من عدمه و الا سيشهرون الاوراق السرية و السيناريو الثاني الذي هو دعم استقلال ازواد و مناطق تواجد النفط في الصحراء و الاطاحة بهذه الانظمة.

حاليا الضوء الاخضر لعطي للجزائر و المغرب لاختراق المشهد الازوادي و انابة امريكا و اراحتها من قلاقل المنطقة و طبعا للمخابراتين المغربية و الجزائرية اوراقهم الخاصة المحلية في القيام بالمهمة بالوكالة و هي معروفة طبعا في اطار التنافس المغربي-الجزائري حول منطقة ازواد باعتماد الاوراق الدينية و العرقية و السكانية و الاوراق الانسانية و الكل يعرف هذه الاوراق و يدركها.

فالمغرب يسعى لانجاح مشروعه”الحكم الذاتي” للشعب الازوادي لكي يبرهن على نجاح الحكم الذاتي في صحرائه و يقطع خاصرة مساعي الجزائر في جنوب المغرب و الجزائر تسعى الى اخضاغ الفكر الانفصالي الازوادي بالورقة العرقية سواء بالجماعات الارهابية او الطائفية”المكون العربي في ازواد .مهما يكن من حساسية للبعض في ما ذكرته فيجب ان يعلم الجميع هذه الاوراق و يعلم ان كل من مخابرات المغرب و الجزائر لها هدف واحد موحد اوحد هو ازواد (اقليم مالي)

لا اخفي على احد ان هناك من الازواديين من يعمل لهذا المشروع اي مشروع جعل ازواد اقليما ماليا طبعا ما زال هؤلاء خايفين فقط على كيفية حكم هذا الاقليم يعني الصلاحيات او كما يقولون”حكم موسع” يعني صيغة جديدة قديمة لحكم مالي لشعب ازواد بزعماء ازواديين مثل السابق.

البعض الاخر يحلم بالطريقة الكردستانية اي الاحتفاظ بالرموز الازوادية في ازواد(العلم……الخ) مع الخضوع مركالي في انتظار الاستقلال التام و هذا مستبعد في المدى القريب و القريب و الذي يعيدون له هو السيناريو الاول اي العودة بدون اي شكل استقلالي سواء رمزيا او غيره فلا يمكن للمغرب او الجزائر تاييد هذا النوع من الحكم حيت ترفع راية ازواد و راية مالي معا في منطقة واحد لان هذا يعني رفع علم البوايزاريو مع العلم المغربي في الجنوب و هذا تهديد للمغرب.

هذا النوع من التصور للحكم الذاتي لا يوجد في الفكر الاقليمي يوج فقط في الفكر الغربي و الغرب هم من فرض هذا الامر في كردستان على الديكتاتورية العروبية في العراق و طبعا بضغط شعبي للاكراد.

اعتقد ان استقلال ازواد سيحدده مدى صمود الشعب الازوادي و قياداته امام المؤامرة الاقليمية الخفية المتسترة و الغرب قادرون على منح ازواد الاستقلال التام حين يتعذر مخططهم مع الانظمة الاقليمية في حالة تعذر الاستفادة من النفط و تدفقه او استعانة هذه الدول بالروس او غيرهم.

كل ما اريده بهذه التحليلات التي اؤمن بها هو ان احث الشباب الازوادي على التفكير العميق في النضال من اجل القضية الازوادية و مواكبة التطورات و القدرة على كشف المؤامرات و التخلص من السذاجة التي جبلنا علينا نحن جحافيل الصنهاجيين.ليس هناك من يعيطيك شيئا بدون مقابل.

الكاتب / اغلاس نساغرو 

تعليقات (0)
إغلاق