ازواد ونموذج موريتانيا

ازواد ونموذج موريتانيا

549243 425797444101557 390422930972342 1884143 959362831 nلعل قائلا يقول: لماذا يتحدث الحرف الأزوادي عن موريتانيا بيد أن هذا سؤال من لا يعرف التاريخ، فأنا لم أعتبر يوما من الأيام موريتانيا إلا بلدي الآخر
لكن الحقيقة أنني أردت الحديث حول أزواد فإذا بي أتحدث عن شقيقتها الكبرى في كل شيء موريتانيا دون قصد ربما، لأني أود إثارة بعض
المشاكل التاريخية، والفكرية، وأقول للأزواديين:
إن بلد المرابطين والصنهاجيين هو البلد الذي طبق كل مقولات العرب، والإسلاميين، أكثر من الدول العربية نفسها، وهو البلد العربي الوحيد الذي يزيد كلمة “الإسلام” “الجمهورية الإسلامية الموريتانية”، ثم أكمل القصة بالانضمام إلى جامعة الدول العربية، ولا يفوتنا التذكير هنا بأن موريتانيا التحقت ب”الجامعة على مضض” وبواسطة، ! ومن المفارقات أن يسيطر أحفاد فرعون بمصر على سياسة العرب، ويكون عرب موريتانيا الشعراء” بلد المليون شاعر” آخر من ينضم بشق الإنفس، وذلك هو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول نظرة العرب إلى موريتانيا..
الحال أنهم لا يعتبرونها دولة “عربية”، ولذلك عندما انضمت لم تعد الجامعة جنة تخص العرب، بل توالت الدول الإفريقية في الانضمام كإريتريا، وحيبوتي، وجزر القمر، وتشاد، والصومال … وهذه دول إفريقية اللون، واللغة، والعادات، والتقاليد، والجغرافيا، والتاريخ
لأنه بعد موريتانيا لم يعد الأمر مرتبطا ب”العرب العاربة” ولا “المستعربة”
لقد طبقت موريتانيا كل نظريات العرب، والإسلاميين، بعد انضمامها إليهم، وأعلنت أنها “إسلامية” عربية بكل ما تعنيه الكلمة من عادات، وتقاليد، ولغىة، ومحافظة، ومحاربة للغرب، وطرد السفير الإسرائيلي، وقد تحدت الثقافة الفرنسية، وطردتها. بينما أصبحت دول عربية حجازية تبني ناطحات السحاب بعقول الغرب، وفي بلد الحرمين الشريفين يرفرف علم أمريكا، بل إن السفارة الأمريكية أشرف سفارة يمكن أن تعتز بها دولة عربية في هذا القرن ! بل إن الدولة التي تترأس الجامعة العربية لمدة عقود من الزمن تستضيف السفارة الإسرائلية التي طردتها موريتانيا أرض الصنهاجيين التي انضمت ب”الواسطة” ! ويا ليتها اقتصرت على تلك الاستضافة
الخلاصة ما الذي استفادته موريتانيا من ذلك الانضمام المخلص؟ ونكرانها لتاريخها الصنهاجي
النتيجة أنها أفقر دولة عربية على الإطلاق، وأشدهم تخلفا، وحاجة إلى ترميم بنيتها التحتية، والمورتانيون منذ عقود من الزمن يدرسون في الدول العربية الأخرى، بآلاف مؤلفة، ويدير الأجانب مواردهم الاقتصادية، مع أن العقول المورتانية متسمة بالذكاء، والأرض عامرة بموارد لا تتمتع بها حتى المغرب، وتونس
لكن هل سيستخرجون تلك الثروات بالشعر، أم ب”ثقافة فرنسا” المحظورة
لقد خسرت موريتانيا من ضمن خساراتها في سبيل “العروبة” اهم مورد في هذا العصر هو “العلاقات”، واستثمارها، وكذلك “الانتفاح اللامحدود على ثقافة الغرب” التي تنير صحراء الحجاز حالا، ! وما زالت تخسر لولا نشوء الأحزاب الديمقراطية الحديثة بموريتانيا، التي تلقى مقاومة شرسة من الشارع الشاعر، وإلا فإن “المجاعة” ـ مع الثروات ـ ستهددها، بل يهددها حتى احتلال الأجانب، حيث انعكست أخلاق “العرب” التي تميز بين الأعمال، وتجنح إلى “الاستعباد” على الشارع الموريتاني، فرغم ذلك الفقر كان الموريتاني “مترفعا” عن نصف الأعمال، ولهذا أصبح ثلث البلاد سنغاليين، والثلث الآخر لمختلف الجنسيات الأفريقية، وتغلغلت هذه الشريحة من العمال في الوطن حتى في أخطر المناصب العسكرية، والاستخباراتية، والتجارة، وحتى التعليم (ولا أتحدث عن الحرطانيين” ) وهذه الشريحة لو اتحدت لشكلت تهديدا إثنيا في البلد، كل ذلك بدافع “المحافظة على الإخلاق العربية العتيقة
وهكذا خسرنا بلدنا الصنهاجي لأنه فارق واقعه، وحاول محاكاة واقع ماضوي، تخلى عنه حتى أصحابه الحقيقيون، وأصبحت موريتانيا هي “موطن النفايات السياسية” تطبق للعرب كل ما لا يطبقونه، ويصدرون إليه كل تخلفهم بينما هم يبنون أنفسهم بسرعة البرق!
وستكون موريتانيا بطبيعة الحال أفضل بآلاف المرات من أزواد لو نافستها في السباق نحو العرب، للفارق الكبير بين البلدين علميا، واقتصاديا، وطول الخبرة في السياسة، والاستقلال، فما ذا سيكون بين بلدين أحدهما فيه أكثر من 5 جامعات، والآخر لا جامعة فيه أصلا
وهل ستتحذي دولة أزواد الفتية حذو شقيقتها الكبرى، فيكون لها نفس المصير أم لا؟ فتضيف 50 سنة أخرى من الفقر، والتخلف، والجوع، والجهل، وتقتل المواهب، وتحرف الفنون، وتنغلق عل نفسها، وتضحك على جهلها الدول العربية المتطورة، بتعاونها اللامحود مع الغرب الكافر
هذا سيكون من التحديات التي ستواجه أبناء الوطن الوليد.

محمد اغ محمد

 

 

 

 

تعليقات (0)
إغلاق