اقتراح لدولتنا الوليدة في بعض الحلول للمشاكل الداخلية

اقتراح لدولتنا الوليدة في بعض الحلول للمشاكل الداخلية

549243 425797444101557 390422930972342 1884143 959362831 nلعلي هنا أطرح بعض أنواع العلاج لظاهرة موجودة أو متوقعة, قد تعيق التقدم المرجو لدولة أزواد الجديدة, أمام من يعنيهم الأمر من مسؤولين وناشطين, ومن رأى فكرا أصلح أو إضافة محمودة العواقب فلا يبخل بها لأهمية مواكبة الحدث وإعطائه مناعة تحول دون اجتثاث ركائزه المكتسبة, ومن تلك المعالجات طرق الوقاية من الإرهاب على مستوى البلد, ويتمثل أهمها في نظري فيما يلي:الأول تطبيق
الشريعة, بما أننا مسلمون , وبلدنا مسلم , لن يصلح لنا إلا ما صلح به أولنا, قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم. وقال: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنا كنا أذل قوم, فأعزنا الله بالإسلام, فمهما نطلب العز بغيره أذلنا الله. وقال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها. وبذلك التطبيق يضمن الفرد والمجتمع أمنه الغذائي والروحي, وهو منة من الله لمن اتبع هذا الشرع , كما جمعهما الله في قوله: فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. وكانت الأمة بخير طيلة القرون الماضية حتى عمل الاستعمار على تشتيت دولها, والتشكيك في دينها, وأهلية تطبيق شريعتها, حتى أوقف من أقف منهم العمل بالحدود, وحتى أحيانا بالأحوال الشخصية, ثم قامت دعوات إصلاحية, إلا أن هناك فكرا تطرف, وكفر كل نظام لا يحكم بالشريعة الإسلامية, وعلى هذا على الدولة الوليدة أن تحكم شرع الله حتى تسلم أولا من مساءلة الله جل وعلا, ثم للحد من هذه الظاهرة, فلا يكون هناك مسوغ لاتخاذه نافذة للتطرف والخروج من الإجماع الوطني, ولا يكون هناك تكفير ولا تفجير ولا اختطاف؛ لأن شرعنا ضمن لغير المسلم ثلاثة عقود تضمن حريته ودمه وماله وعرضه, هي أمان وهدنة وجزية, ولن يخلو داخل لتلك البلاد من إحداها أو كلها, ولأن هؤلاء إنما أخذوا بظواهر بعض الآيات دون النظر لبقية النصوص, وكليات الشرع القطعية, مثل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.ومما يؤكد صلاح ذلك وإمكانه في كل زمان ومكان أربعة أمور:أ‌- أن الإسلام هو آخر الشرائع الإلهية إلى البشر.ب‌- مهمة الإسلام هي إصلاح البشر جميعا إصلاحا شاملا للشؤون الفردية والأسرية والحكمية.ت‌- كمال الشريعة وتمامها, وبيان أسسها وقواعدها وخططها, في مجال الحياة العامة والخاصة.ث‌- خلود هذه الشريعة, فليست بمنسوخة أبدا, ولا مؤقتة بوقت معين.الثاني الحزم في تطبيق العقوبات الرادعة, فإن التعازير الشرعية مقصد نبيل وهدف سام, لما له من وقع في النفوس, قال تعالى: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون. وفي حديث أبي هريرة في المسند مرفوعا: حدٌّ يقام في الأرض خير للناس من أن يمطروا ثلاثين أو أربعين صباحا. وله شاهد من حديث ابن عباس في الصحيح.ومسلك الحزم في تطبيق العقوبات أهم مسلك لتأمين جانب الدولة وتعزيز أركانها, فقد كان مع العرنيين في حد الحرابة وهي حد السرقة الكبرى خير مثال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو قلابة: هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله. وفي حد السرقة الصغرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة حِبِّه في الحديث المتفق عليه: أتشفع في حد من حدود الله!, ثم قام فخطب فقال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد, وايم الله: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط, وهو العدل الذي به قامت السماوات والأرض, بيد أن هذا المسلك فرط فيه قوم, فعطلوا الحدود, وجرأوا أهل الفجور على الفساد, واتهموا الشريعة بالقصور, وأنها لا تفي بمصالح العباد, وأحدثوا قوانين ينتظم بها أمر العالم في نظرهم, والذي أوجب ذلك نوع تقصير في معرفة الشرع, فتولد من ذلك من جراء سياستهم شر طويل, وفساد عريض.الثالث تمكين الرعية وأفراد المجتمع من حقوقهم المشروعة وحريتهم الكاملة, قال تعالى: يا دود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق. فالعدل أساس الملك, قال معقل بن يسار: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.متفق عليه. وأوجب الله على المسئولين أداء الأمانات إلى أهلها, وأن يحكموا بالعدل, كما أوجب على الرعية من الجيوش وغيرهم, وجمع ذلك في قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية. فتلك جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة.الرابع العناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لأن جماع الولايات أمر ونهي, ووصف الله هذه الأمة بأنها خير الأمم بما خصهم به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. وهما جماع درء المفسدة وجلب المصلحة للفرد والمجتمع؛ ولا يمكن لمجتع يسود فيه الشر والتباغض وعدم التعاون على الخير أن يسود, مصداقا لقوله تعالى: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ورحمة الله سينعم به الجميع ما طبق قوله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم.ولا بد مع هذا من ضوابط للحفاظ على السير الصحيح فيه والحفاظ على هيبته, من موافقة الشرع, والأسلوب الصحيح, وتقدير الأمور بمقاديرها الصحيحة, وتعيين الأكفاء, وتحديد المهام, حتى تؤتي الثمرة أكلها.5 تشجيع العلماء والباحثين والمفكرين ومن لهم ريادة الخبرة وجزالة الرأي, قال تعالى: يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. والآية عامة في كل من له الأمر من الولاة والعلماء وأصحاب الخبرة في مجالهم. إذا نظرنا إلى التاريخ وجدنا أن كل أمة يعلو شأنها حسب إكرام علمائها وأصحاب الخبرة منها وإعطائهم الحرية في أداء أدوارهم.6 الحوار فهو سبيل شرعي, كما أنه سم ناقع لنشل الناشئة من براثن الأفكار المنحرفة, فابن عباس رضي الله عنه حاور الخوارج, ورجع منهم ثلثان, وهو منهج نبوي لا يكون هناك أنجع منه, قال تعالى: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه. وقال تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. وقال: يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا. ومجادلة موسى مع فرعون, بل كانت حادة أحيانا كما في سورة الشعراء. وقال تعالى: فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم, ما يؤذن بشرط أن تكون المحاجة بعلم, ومناظرة الصحابة فيما بينهم في حادثة السقيفة, وما حصل بين رسولنا صلى الله عليه وسلم وبين اليهود, وكذا لنصارى نجران, ووفد تميم. ومناظرته المصحوبة بالعفو لأبي بن سلول بعد قوله: ليخرجن الأعز منها الأذل, والوقائع كثيرة.وأختم بأنه لا بد للدولة الوليدة أن تنظر في هذه الجوانب وأهميتها في الشأن الداخلي الذي هو أكبر عائق للتقدم نحو ما يحقق المصلحة العامة للشعب الأزوادي.وأسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد, وأن يرينا الحق حقا فيرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلا فيرزقنا اجتنابه.

محمد الامين الانصاري

 

 

 

 

تعليقات (0)
إغلاق