الأمانة العامة للحركة الوطنية لتحرير أزواد

لقد احترمنا التزاماتنا منذ توقيع اتفاقية وغادوغو العام المنصرم دون أن تبدي حكومة مالي أية رغبة حقيقية في تطبيق بنود تدابير بناء الثقة، وضمانات وقف إطلاق النار والامتثال له.
وقد توصلنا عبر البعثة الدولية MINUSMA بزيارة رئيس الوزراء المالي، ولم نعترض عليها، لرغبتنا الحقيقية في تجنب التوتر الذي تشهده المدينة.
لقد أقدم الجيش المالي المتواجد في كيدال على إطلاق الرصاص الحي على المدنيين المتظاهرين سلميا قبيل وصول الوزير إلى المدينة وذلك بحضور قوات من البعثة الدولية، والقوات الفرنسية.
إن مصادفة وصول رئيس الوزراء المالي قيام القوات المسلحة المالية بفتح النار على مواقع تجمع مقاتلي الحركة، ومكاتبها يطرح علامات استفهام عديدة في هذا الظرف الزمني الذي نبذل فيه كل جهودنا للوصول إلى هدوء
نسبي.
وفي الوقت نفسه، قمنا بمناشدة القوات الفرنسية، وقوات البعثة الدوليةMUNISMA التوسط من أجل الحيلولة دون تفجر الوضع، وأن يطلبوا من القوات المسلحة المالية أن توقف إطلاق النار على مواقعنا، في حين كنا نصدر تعليماتنا إلى مقاتلينا بعدم الرد على استفزازات الجيش المالي.
لقد وجدنا أنفسنا تحت نيران الجيش المالي، مستهدفا مكاتبنا ومواقع تجمع مقاتلينا، وهنا أدركنا أننا نواجه نتيجة ضربة شنت بعناية ويقف وراءها أعداء السلام، والهدف من هذه الخطوة محاربة أولئك الذين يريدون السلام من جانبنا تماما مثل الذين يريدونه من الطرف المالي.
وأنبه هنا إلى أن معظم جرحانا أصيبوا قبل أن نقوم بالرد على هجوم الجيش المالي.
لقد قامت قواتنا بالدفاع عن مواقعها دفاعا شرعيا، لصد العدو، وحماية السكان المدنيين، وأثناء هذه العملية تمكنا من طرد المهاجمين من مواقعهم بما في ذلك مبنى الولاية، الذي كانوا يتخذونه مقرا لقيادة عسكرية.
إن الأشخاص المحتجزين حاليا يعتبرون أسرى حرب، حيث تم أسرهم في ميدان المعركة، وسيحظون بحماية وعناية وفقا لقانون أسرى الحرب، كما ستتم معاملتهم إنسانيا كما تمليه علينا أعرافنا التي تفرض علينا حسن معاملة الأسرى.
وبالنسبة للأسرى المدنيين فنحن على استعداد تام لإطلاق سراحهم دون تأخير.
وقد قمنا بتسليم المصابين للجنة الصليب الأحمر الدولية والبعثة الدولية MINUSMA .
وقد تم العثور على قتلى، كان الجيش المالي قد خلفهم في ميدان المعركة، وقمنا لاحقا بتسليم جثثهم للبعثة الدولية بما يتوافق مع احترام الكرامة الإنسانية، ونعلم جيدا أنهم كانوا كما كنا ضحايا لأعداء السلام.
ومن المهم أن أوضح أننا قمنا بالاستيلاء على مبنى الولاية بصفته مقرا للقوات التي قامت بمهاجمتنا، ولم نكن ننوي التراجع عن التزاماتنا في إطار تدابير بناء الثقة الممنوحة بالفعل من قبل حركتنا.
لقد قمنا بوقف تقدمنا نحو مواقع العدو استجابة لمطالب المجتمع الدولي، حيث استجبنا إيجابيا لجميع مطالب المجتمع الدولي خلال هذه الأحداث المؤلمة.
إنني أدين أكاذيب السلطات المالية التي تسعى إلى ربطنا بالإرهابيين، لأننا قدمنا كل الأدلة على كفاحنا ضد الإرهاب، كما أذكر بأن ضحايا الإرهاب في صفوفنا أكثر منهم في صفوف الجيش المالي، وبنفس الطريقة ألحقنا بالإرهابيين من الخسائر ما لم تستطع القوات المسلحة المالية القيام به.
وندعوا السلطات المالية لضبط النفس، والعمل معا على إعادة تطبيع الوضع؛ إذ من واجب كل طرف اليوم ضبط النفس للمضي قدما نحو تحقيق سلام دائم.
ونأمل من الشعب المالي، أن يختار التصريحات الداعية للسلام على تلك التي تحرض على الحرب من طرف الحكومة المالية.
إنني أؤكد استعدادنا للرد بشكل إيجابي على أي مبادرة تهدف لإعادة تطبيع الوضع من أجل جعل العملية السياسية على طريق حل سلمي؛ وهذا هو طريقنا.
ولا شك في أن إعلان الحرب من قبل السلطات المالية ليس لائقا في السياق الحالي، ولا يمكن أن يكون حلا؛ تماما كما ندين زيادة عدد القوات المالية، وترسانتها العسكرية في منطقة الصراع.
ونحن جاهزون لبذل كل جهد ممكن لتسوية العواقب الناجمة عن أحداث 17 مايو وما بعده، والجلوس مع جميع الأطراف لمناقشة الآليات اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الأحداث لاحقا.
ونناشد جميع الأطراف: الشركاء والجيران والمجتمع الدولي تضافر الجهود لتحقيق هدوء دائم.
ونمد أيدينا للحوار من أجل التوصل إلى حل من شأنه أن ينهي معاناة جميع الأطراف.
كيدال 19 مايو 2014. بلال أغ الشريف
الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد. رئيس المجلس الانتقالي لدولة أزواد