الحاجة الاقليمية والدولية فى قيام دولة أزواد

الحاجة الاقليمية والدولية فى قيام دولة أزواد

295913 263436540361280 100000848083321 691267 1260088349 nبغض النظر عن ردود افعال بعض الدول الاقليمية والدولية حول اعلان قيام دولة ازواد .. سواء كانت ردود افعال دبلماسية للاستهلاك السياسي او ذات بعد مبدئي استراتيجي …
واستباقا لاجتماع دول الميدان فى انواكشوط الذى ينبغى ان يكون تقييمه للوضع منطلقا من المبدا الاصولي “جلب المصالح ودرؤ المفاسد…”
 فانه ينبغى علينا كاخوان وجيران لاخوتنا الماليين والازواديين .. وكمواطنيين او مسؤولين موريتانيين او من دول الجوار او قوى دولية او حتى كماليين ان نتأمل فى الواقع الميداني لدولة مالى الموحدة ومالى بعد انفصال ازواد ونسأل انفسنا : اين المصلحة هل هي فى مالى موحدة او مالى دولتين ؟ ماهي الفوائد التى يمكن ان يجنيها الماليون او دول الجيوار او غيرهم من انفصال الازواديين عنهم وماهي المضار التى جلبها ويجلبها لهم بقاء او انفصال ازواد؟.
ان الخريطة الواقعية منذ ازيد من عقدين من الزمن تؤكد ان ازواد كاقليم صحراوي قاحل شاسع اصبح عبئا كبيرا على الماليين وعلى دول الجوار والغرب.

1- بالنسبة للماليين:
 لا شك ان كل مالي وخاصة ذلك الذى فقد ابنا او ابا او اخا او صديقا فى الشمال يسال نفسها على اي شيئ نتقاتل ؟.
–  اذاكان الشماليون – ولو بعضهم – لايريدنا فلماذا كل هذه الورطة؟ اليست كل الثكافة السكانية للشعب المالي تتمركز فى الجنوب فلماذا اذا نطارد القلة الباقية النائية عنا وهي لاتريدنا؟.
–  اليست كل خيرات مالى من حقول زراعية ومصبات انهار واودية وحشائش وغابات وحصاد الحقول .. كله فى الجنوب فلماذا رحلة شق الانفس فى صحراء قاحلة مترامية الاطراف؟.
–  اذا كانت كل البنية التحتية من  شوارع معبدة ومؤسسات خدمية وشركات ومصانع ومدارس ومستشفيات واسواق ومرافق حضرية.. كلها فى الجنوب فماذا اريد من شمال لا طرق معبدة ولامرافق خدمية ولا بنية تحتية ولا مدارس ولا مستشفيات .. فماذا اريد به؟.
–  اذا كان الجيران وذووا القربى والعمق الحضاري هو اساسا فى الجنوب لايكلفنى الوصول اليهم او وصولهم الي سوى سويعات عى الطرقات المعبدة فماذا اريد بمنطقة لااواصرولاقربى ولا جيرة تربطنى بها وان وجدت على شبه انعدامها فبشق الانفس؟.
– اذا كانت ميزانية مالى من الفقر وضعف الامكانيات بحيث  تعجز عن توفير الخدمات الضرورية لمواطنيها فباي منطق يصرف جزء منها للتسليح والعمليات العسكرية خصوصا ضد من يفترض انهم مواطنون؟.
– اذا كانت الموارد الاقتصادية لاتكفى لاستكمال البنية التحتية للجنوب والرفاه لمواطنى الجنوب والرفع من مستوى الدخل لهم فلماذا اقتطع منها شيئا ولو النزر القليل لتسيير مسؤسسات الدولة فى ازواد اليس من المصلحة اعادة تلك المبالغ الى خزينة الجنوب وترك الازواديين يتدبرون امنهم وشأنهم؟.
المشترك بين الجنوب وازواد:
 المشترك الاساسي بين الجنوب المالي وازواد هو ضحايا احداث التسعينان وماخلفته من قتل وتشريد فى صفوف الازواديين جراء العنف الذى مارسه الجنود الماليون فى حقهم اضافة الى ضحايا فى صفوف الجنود الماليين جراء مقاوة الحركات التحررية الازوادية وبالتى قل ما تجد اسرة مالية او ازوادية الا واصيبت بقتيل او مصاب او مكلوم .. كل ذلك من اجل زواج اكراه بين عريس اسود بعروسة بيضاء لطالما رددت:
وما ذنب اعرابية قذفت بها      صروف النوى من حيث لم تك طنت
تمنت احاديث الرعاة وخيمة     بصحراء لم يقدر لها ما تمنت

2- بالنسبة للجيران:
 لطالما اشتكت موريتانيا والجزائروالنيجرمن الجماعات الاسلامية المسلحة التى تتمركز فى شمال مالى الامر الذى ادى بموريتانيا الى القيام بعمليات عسكرية داخل ازواد امام عجز النظام المالي عن حماية منطقة ازواد على مدى العقود الماضية .
من هنا اذا تاتى اهمية التفكير بجدية فى مسالة قيام دولة فى ازواد تتولى امنه واستقراره وتتحمل مسؤولية الداخلين والخارجين منه خلافا لما كان قائما.
ثم ان اهل مكة ادرى بشعابها .. فالازواديون اعرف وادرى بمسالك صحرائهم واقدر على التعامل مع صعوبة المنطقة ومفازاتها بعد ان اثبت الماليون عجزهم عن بسط السيطرة على المنطقة طيلة العقود الماضية اذ ظلت وعلى الدوام شبه منطقة سائبة .
ان الفترة التى سجلت فيها المقاومة الازوادية انتصاراتها فى الشهر الماضى كانت من احسن فترات الحكم  فى مالى حيث التناوب الدميقراطي والانسجام السياسي وبالتالى فان الجيش والجهاز الامني ليس هناك ما يجعلهم يتقهقرون امام حركات التحرر الازوادية ولن تكون هناك فترة اخرى احسن مما كانت بالنسبة للماليين الجنوبيين خصوصا بعد استكمال الحركات الازوادية السيطرة على كامل ارض ازواد.
وعليه فلا جدوى من اعادة الامور الى ماكانت عليه لان الماليين لن يقدروا على احلال الامن التام فى ازواد والازواديين لن يضعوا السلاح حتى تتحقق احلامهم وبالتالى فسيظل سكان ازواد ومواطنوا الجنوب المالي والدول المجاورة تدفع الثمن تلو الثمن ما لم يستقل ازواد.

3- بالنسبة للقوى الاجنبية:
 لاشيا اليوم اهم عند امريكا وفرنسا واسبانيا والقوى الغربية الاخرى من القضاء على القاعدة اينما كانت والقاعدة فى المغرب العربي من اهم واخطر اجنحة القاعدة التى يتمنى الغرب القضاء عليها .
والسبيل للقضاء على هذا التنظيم ليس سهلا بالنظر الى انه تمت تجربة كل الطرق ولم تجدى..
–  فقد زرع الغرب المخبرين ولم يفلح سوى فى مزيد من الخطف والرهائن والفدى الباهظة.
– وجرب التدخل العسكري غير المباشر من خلال دعم جيوش الدول المعنية التى قامت بهجومات متتالية على معاقل التنظيم ولم تفلح سوى مزيد من النزف.
– وجربت التدخل المباشر من خلال ارسال طائراتها العسركية اوطائرات التجسس فضلا عن فرق التدخل السريع التى ارسلت لاستجلاب بعض الاسرى ولم تفد سوى ان زادت الطين بلة كما يقال او زادت الرمل رخوا وهو مثال ابلغ فى بيئتنا الصحراوية.
– وجرب الدبلماسية من خلال ارسال مبعوثين سريين للالتقاء بقادة القاعدة وربما كانت هذه السياسة الاكثر جدوى مما سبقها.
مجموعة غرب افريقا والتهديد بالتدخل:
اما القوات التى يهدد قادة مجموعة غرب افريقيا بارسالها لمساعدة الجيش المالي لاستعادة ازواد فلن تاتى بفائدة على المدى البعيد حيث ستفتح ابواب التدخل الاجنبي فى مالى على مصراعيه وتحقق بركينا فاسو الخصم التقليدي لمالي مكسبا كبيرا فى الهيمنة على حساب مالى.
واذا افترضنا جدلا بان التدخل سيحصل فانه لن يحقق سوى انتصار مؤقت قد ينجر عنه انسحاب المقاومة من المدن الكبرى وتعود الى ثكناتها الخفية فى الصحراء كما كانت ولكنها ستعود وبقوة بمجرد تغير وتبدل الظروف التى ستتغير لامحالة.

الفوائد المشتركة فى ازواد دولة مستقلة:
ان استقلال ازواد سيدفع بكثير من ابنائه المهاجرين الى العودة الى ازواد وخاصة المهاجرين فى ليبيا والدول الخليجية والسعودية بالذات وهذا من شان ان يجلب لازودا  طاقات وامكانيات جديدة ستنعكس ايجابا على سكان المنطقة والدول المجاورة بحيث تبدا مكينة التنمية تشتغل فى البلاد مما يحتم استقرار السكان وتاهيلهم وادماجهم فى الجياة الجديدة وبالتالى الحد من الانفلات الذى كان يتيح للمهربين والجماعات العابرة للصحراء من التخفى والانفلات من نفاذ القانون وهومافتئت الدول المجاورة والقوى الكبرى تحلم به.
من هنا نخلص الى حقيقة ان المصلحة كل المصلحة للماليين وللجيران وللغرب فى ان ينفصل اقليم ازواد عن مالى ..  الا وانه وفى سبيل ذلك قد يكون من الحكمة ان يتم ذلك بالتوافق والتدرج بحيث تقبل مالى باستقلال ذاتى لاقليم ازواد ويتولى الازواديون ادارة شؤونهم الداخلية بكل استقلالية عن الجنوب المالي فيما تكون لمالى السيادة الخارجية على ان يتم تنظيم استفتاء شعبي فى افليم ازواد خلال 5 سنوات يختار فيه الازواديون بحرية الانفصال او البقاء فى مالى على ان تشرف الامم المتحدة على كامل مراحل الانتخابات من احصاء للسكان وتولى علمية الاقتراع.
ان الغرب وخاصة فرنسا يبدو من خلال تصريحات خارجيتها فى الاسابيع الماضية انها لاتستبعد هذا الخيار وذلك بدعوتها المتكررة الى وجود حل سياسي وهو مايعنى الدخول فى مفاوضات بين النظام المالي والقوى الازوادية فى رسم خريطة سياسية جديدة لازواد فى علاقته بمالى وهومايعنى ان الاستقلال سواء ذاتيا او كليا سيكون هو المخرج الاخير.

اسلامه ولد احمد الحسين

تعليقات (0)
إغلاق