ردا على دعاة ترسيم التارقية في الدستور الليبي المقبل بدل تمازيغت/تماهغت

أتحدى المؤرخين والكتاب والنشطاء وشيوخ القبائل والكهنة والمشعوذين والفقهاء وكل المثقفين في صحرائنا الشاسعة, ابتداء من واحة سيوة شرقا الى فيافي تين بكتو غربا وانتهاء بجبال ايار جنوبا, اتحداهم جميعا ان يجدو كلمة تارقي او طارقي في أي استخدام سواء كان استخداما لغويا او ثقافيا او في أي نمط ادبي اصيل: كالشعر, القصائد, الاحاجي او في الغناء التقليدي بأنواعه المختلفة ( تيندي, ايسوات, سبي بي الخ) او في النقوش الصخرية والمواقع الاثرية التاريخة قبل دخول الاسلام وعملية التعريب والمستعمر الفرنسي الى المنطقة.
حتى هذه اللحظة جل من يطلق عليهم “التوارق” لم يسمعوا بكلمة “تارقي” اطلاقا ولم يستخدموها فيما بينهم. وأختصر استعمالها فقط عند فئة المثقفين والمستعربين (التوارق) والمتفرنسين (Tuareg). الكلمة التي يعرفها الجميع
هي “ئموهاغ” بأختلافاتها المناطقية: ايموشاغ (كيل تماشقت) ئموجاغ (كيل تماجغت) ئموهاغ (تماهغت) وجميعها ترجع الى اسم: أماهغ, اماجغ, اماشغ او امازغ ومنها تمازغت (الامازيغية). وما يهمنا في هذا الامر كله ان جميع هذه اللهجات باختلافاتها اللغوية البسيطة, انها تكتب بحرف واحد (التيفيناغ) وهو احد الشروط الاساسية لوحدة اللغة. لقد قابلت شخصيا عشرات الشيوخ والعجائز حول كلمة “توارق” وجل من قابلتهم لم يسمعوا بها ولا يعرفوا لها اصل ولا معنى. كما انني استمعت الى عشرات القصائد والملاحم الشعرية القديمة والغنائية التي تمجد قوة الرجل الامازيغي: “امازغ” فلم اجد لهذه الكلمة اثرا. وفرقة تيناريون العالمية لديها اغنية مشهورة يعرفها الجميع بعنوان “امازغ وان اجوض” (أمازيغي اليوم او المعاصر) وكذلك المرحوم عثمان بالي لديه عدة اغاني حول تماهغت وجمالها.
ايضا قرأت للعدديد من اللغويين واخر ما كتبه الكاتب العالمي في هذا المجال ابراهيم الكوني: “موسوعة بيان في لغة اللاهوت” فلم اجد لهذه الخزعبلات والمهاترات اثرا. بل ذهب الكاتب في مقدمة الجزء الاول من سلسلته اللغوية تلك بتعريف التوارق على انهم امازيغ مؤكدا على وحدة شعوب المنطقة التي لم يشكك فيها في كل اعماله الروأئية. وايضا العالم الفرنسي المشهور هنري لوت الذي يطلق عليه البعض عالم الاكوكاسيات (نسبة الى جبال اكاكوس) اكد على الوحدة العرقية واللغوية للامازيغ وقبله عالم البربرايات الفرنسي المشهور اندري باسيه. كما ظهر في الفترة الاخيرة من القرن العشرين العديد من الاصلاحيين والكتاب من اتباع المدرسة المعاصرة الذين اكدوا جميعا على هذه الحقيقة, من بينهم المؤرخ احمد توفيق المدني صاحب كتاب “كتاب الجزائر” وعالم اللاسانيات المعروف مولود معمري صاحب المعجم الامازيغي المعروف.
أعود واقول ان معظم من يثير هذه البلبلة تجدهم :
1. ليس لديهم ادنى خلفية تاريخية او لغوية عن المنطقة وجلهم تجدهم كانوا منسلخون تماما قبل ثورة 17 فبراير ولا يربطهم شيئ بكلمة “التوارق” التي يتشدقون بها سوى DNA (الحمض النووي).
2. حفنة من ركاب الموجة من الانتهازيين والنفعيين الذين وجدوا فرصتهم السانخة في محاولة الدخول الى التاريخ عبر استعطاف البسطاء والنكد على الشرفاء.
3. أعضاء سابقين في حركة اللجان الثورية او تلاميذ متفوقون في مدرسة المزور الكبير(محمد سعيد القشاط) والمقبور فهمي خشيم
4.ابواق وعملاء ودمى لجهات سياسية غرضها شق الصف بين الاشقاء وتفويت الفرصة على الجميع.
5.يملكون او منبهرون بأسم السيارة الالمانية: “Tuareg”!
6. انتقاميين وجهويين لديهم حسابات جهوية وقبلية بين ئمازغن ن تينيري (ائموهاغ)
7. فقهاء وشيوخ تقليديين “ما يدروا وين ظارقة”!
نــــــــــــــــماذج يجب الاستفادة منها:
في الجزائر مثلا اللغة الوطنية هي تمازيغيت برغم من تعدد لهجاتها اللغوية والمناطقية:
1. تقبائليت
2. تاريفيت
4. تماهغت (التارقية)
5. تاشلحيت
6. تشناويت
7. تمزابيت
وكذلك في المغرب اللغة الرسمية هي تمازيغيت بلهجاتها المختلفة:
1. تاريفيت
2. تاسوسيت
3. تاشلحيت
اللغات اليوغسلافية المنتشرة اليوم في كرواتيا والبوسنا وصربيا ويوغلاسفيا برغم من اختلافاتها الشديدة بين الشعب اليوغسلافي الا انها جميعا يشار اليها باليوغسلافية. كما تعتبر اللغة العربية وهي اللغة الرسمية في اكثر من دولة برغم اختلاف لهجاتها وكذلك الهوسا ذات اللهجات المتعددة التي يتحدث بها اليوم اكثر من 50 مليون افريقي في اكثر من بلد الا انها تعتبر اللغة الرسمية في تلك البلدان بجانب لغات اخرى برغم من افتقارها لابجدية خاصة بها عكس الامازيغية.
هــــــــــــــــــــــــــــــل تعلم:
1. ان اتمازيغت/ تماهغت ولغة تجرينيا (ايريتريا) هما اللغاتان الوحيدتان في قارة افريقيا التي لديها حروف تكتب بها؟
2. هل تعلم برغم الاختلافات بين اللهحات الامازيغية الا انها جميعا تتحد في القواعد النحوية والتركيبات اللغوية (جذر الكلمة الفعل المضارع والماضي وصيغ الجمع والتاأنيث والتذكير؟
البــــــــــــــــــــــيان الختامي:
1.نقترح على الاحرار طلب كتابة دسترة الامازيغية في الدستور المقبل حتى لا يجد الانتهازيين ضالتهم على الشكل التالي: تمازغت/تماهغت
2.نحن ابناء وفدائي توماست سنظل نحارب فكركم الجاهلي حيثما وجدتم على ارض تينيري حتى لا يبقى لكم اثر في صحرائنا الطهارة, كما فعلنا بأسيادكم امثال ببن بلة وسيده المقبور القذافي. وبأذن الله سيكون النصر من حليفنا لاننا اصحاب حق وستكون الهزيمة والخذلان من نصيبكم لانكم دعاة الزور والتفرقة والجاهلية والضلال. بيننا وبينكم الايام!
تدر توماست
أكلي شكا