رسالة أزوادي إلى قناة الجزيرة الإخبارية
قناة الجزيرة المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
نتلقى هذه الأسابيع ببالغ الأسى والأسف ما حملته تقاريركم الإعلامية من مغالطات خطيرة بشأن دولة أزواد والوضع الأمني فيها والتي تحمل الكثير من مشاعر التجاهل والتشويه تجاهنا، وإذ نشكركم بكل عبارات ومشاعر المودة والاحترام على تغطيتكم للشأن الأزوادي ومتابعتكم له منذ الشرارة الأولى لثورتنا المباركة، فإن لنا ملاحظات على السياسة الإعلامية لقناتكم تجاه قضايا أزواد عموما والحركة الوطنية لتحرير أزواد خصوصا.
لقد قدمنا للعالم الضمانات التي يفترض أن تكون مطمئنة من أننا سنحترم حدود الدول المجاورة، وتعهدنا بالعمل على توفير الأمن، والشروع في بناء مؤسسات تتوج بدستور ديموقراطي لدولة أزواد المستقلة، كما أعلنٌا انخراطنا الكامل في ميثاق الأمم المتحدة، متعهدين بإخراج الحركات الجهادية و«القاعدة» من البلاد، وإبعاد كل ما هو ليس
من طبيعة بلاد أزواد عنها…، إضافة إلى دعم مختلف القبائل الأزوادية وشيوخها للحركة الوطنية لتحرير أزواد في إعلانها لاستقلال دولة أزواد. وفي الوقت الذي ننتظر من قناتكم –منبر الشعوب التي لا منبر لها – أن تكون حيادية وتساعد الأزواديين في إيصال رسالتهم للعالم أجمع. لكننا لم نرى من قناتكم إلا عكس ما نأمله وما نحن سائرون فيه في تحرير وطننا وشعبنا.
إنكم إذ تأخذون شخصا واحدا (ليس أزواديا) لحركة إرهابية فتجسدون من خلاله ما ليس كائنا، لهو عمل يضرب في الصميم ثورة الإعلام الموضوعي التي تصدرتموها في ربيع ثورات الشعوب، كما أنكم بتقديم صورة مغلوطة حول الحركة الوطنية من أنها تهدد “الأقليات” الأخرى الأزوادية لهو تشويه للواقع، فحركتنا كما لا يخفى على أحد تتضمن الأمازيغ الطوارق والعرب والسونغاي والفولان، أي أنها تتكون من كل الأزواديين. فهذا الخلط من جانبكم بين الأزواديين و”الجهاديين” الدخلاء علينا يعد إهانة لمهنيتكم التي كنا نفخر بها في تغطيتكم لثورات الشعوب المضطهَدة الأخرى.
أيتها القناة المحترمة، إن الذهاب إلى أفراد التنظيمات الجهادية لهو سعي للحصول على تصريحات تدعم التدخل العسكري في التراب الأزوادي لإجهاض ثورته، وليس من أجل إبعاد «القاعدة» عنه، لأنه لو كان المقصود إبعاد «القاعدة» فهذا هو نفسه ما تطالب به الحركة الأزوادية، وتطالب العالم بإعانتها عليه، وإذا كان هذا يعني بوضوح أن دول الجوار لا يهمها تنظيم القاعدة بقدر إفشال الانفصال الأزوادي، فإن قناتكم عهدنا من جانبها الحيادية والموضوعية ودعمها اللامشروط للشعوب التواقة للتحرر.
إننا لا نرى ما يستدعي منكم البحث في كل الشعب الأزوادي الحر عن كل من يختلف مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، لأن هذه الحركة تؤمن بالحق في الاختلاف وتحترم وجهة نظر كل الأزواديين، فقد خرج كل الثوار الأزواديين من خيامهم وبيوتهم وأخرجوا القوات المالية من ديارنا، بأقل عدد ممكن من طلقات الرصاص، من دون أن ينتج عن ذلك اختلال في الأمن أو إفساد للممتلكات أو تدمير للمدن الأزوادية، التي عاث فيها جيش الاحتلال المالي فسادا.
نحن نقدر ونتفهم “الظروف الخاصة جدا” التي تشتغلون فيها، ويشتغل فيها الشرفاء من الإعلاميين والسياسيين والنشطاء الحقوقيين، وندرك حجم العوائق والعقبات التي تعاني منها وسائل الإعلام والتعبير في بلادنا ذات الطابع الصحرواي. ولكن هذه الظروف لا يجب أن تكون على حساب تحررنا واستقلالنا، فأنتم من الإعلاميين القلائل الذين نعتبرهم مفخرة للإعلام الحر، الذين يقدرون ثقل المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقهم، وجسامة الرسالة التي تشرفوا بالانتساب إليها.
أيها الإخوة في قناة الجزيرة:
لا يخفى على نباهة أمثالكم أن الآراء التي حملتها بعض التصريحات التي يدلي بها أجانب داخل الأراضي الأزوادية، خاصة ما تعَمد الترهيب أو جانب آداب الأزواديين وأخلاقهم، لا نتفق معها جملة وتفصيلا، وهي قطعا ليست من أخلاق ثوار “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” الذين خبرتهم قناتكم عن كثب عن طريق مُراسليكم، أنتم تعلمون أنها جهات مشبوهة تحاول استعداء الإعلاميين علينا ويهمها إفساد علاقتنا مع الصحافيين الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام.
وعموما فهذه الآراء في مجملها وخاصة ما تعلق بالحركة الوطنية لتحرير أزواد، هي آراء خاصة لا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة الوطنية، وإذا كانت لها انتقادات أو ملاحظات فستتوصلون بها بشكل رسمي.
دعاؤنا لكم بالتوفيق وزادكم الله حيادا وسدد خطاكم.
أكلي أغ ماسين
ثائر وداعم لحركة تحرير الشعب الأزوادي.من أجل تحرير الشعب الأزوادي
الأربعاء 18 أبريل 2012.