رسالة إلى حكومة شعب جنوب مالي
فهناك أمور يودّ الأزواديون التّذكير بها وتـنبيه من يهمّه الأمر.:
– الممالك العادلةُ التي حكمت مملكة غانا سابقا( مالي) خلال تاريخها العريق (كانت عادلة) وحُكمها كان رحمةً لكلّ الشّعوب وكان شعبُ أزواد يحكم نفسَه ذاتيا في عهد الملك المالي العادل(منسى موسى) وغيره من العدول بواسطة السّلاطين وشُيوخ القبائل..ولكن معلوم أنه كلما اختفى العدل والصّلاح في الملوك عاد شعب أزواد كما كان (مستقلا)استقلالا كاملا..فإخضاعه بالقوّة لم تحلم به أيةُ قوّة إقليميةٍ خلال تاريخ البلاد إلا انهزمتْ وعادت تجرُّ أذيال الخيبة..
وظل الحال كذلك إلى عهد الإستعمار الفرنسيّ الذي قلبَ موازين القوّة فجار وظلم وأفسد ونهب وسلبَ وقمع وكسر شوكة الشُّعوب وأعطى من شاء وحرم من شاء وباع أزواد لـ أبناء الجنوب !!!!
– الأزواديون رفضُوا ذلك كله جملة وتفصيلا..وانتفضُوا حينها وتتابعت الثورات والإنتفاضات بعد ذلك…فسُجن المناضلون وقتّلوا وقُمعُوا وعُذّبوا وهُجِّر الأزواديون وشتّتُوا ودمّرُوا إلى يومنا هذا..
– حُبّرت الإتفاقيّاتُ على رقّ -غير منشور- أكثر من ستّ مرات ونُقضت كلُّ واحدة منها قبل أن يجفّ حبرُها..وبقيتْ حبرا على ورق إلى عامنا هذا 2012م الذي به تنتهي 53 عاما من الإستعمار والإستبداد والقهر والقمع والحصار والتّهميش بإذن الله تعالى ..
– وُعدنا فانتظرنا حتى نفد صبرُنا..وقُمعنا حتى ذابت أدمغتُنا.. واستُعبدْنا حتى صار عبيدُنا أسيادا علينا..وحوصرنا حتى صارت حبوبُ الطّعام في جنوب البلاد محرّمةً علينا…ودفعنا الضّرائب بلا مقابل حتى نفد ما لدينا..وتسوّلنا بين الدول وفي مالي لقمة العيش حتى ظنّ شعبُ الجنوب أننا غرباء قادمون من جهة مّا!!..
– لقد أخطأتم خطأ استراتيجيا سياسيا فادحا حين قتلتم المدنين في التّسعينات وهجَّرتموهم وجوّعتموهم ونهبتموهم وأفسدتم ذات البين وسلّحتم بعضَ أبناء الشّمال السُّود لإبادة الأزواديين البيض….
أما أبناء شعب أزواد فقد تعلموا من ذلك أنّ حكومة مالي لا ذمّة لها ولا عهد ولا ميثاق ولا قيم ولا أخلاق..وقد أعدتّم السّيناريو كما كان في أحداث عام 2012 م وبدأتُم جرائمَكم بإرهاب أستاذ الرّياضيات الدكتور المعوّق الذي أحرق طلابُه صدليته لأنّ لونه أبيض!!!
– لقد أخطأتم خطأ استراتيجيا سياسيا فادحا آخر حين استأجرتم المرتزقة وأرسلتموهم لإبادة المدنيين العزَّل وحيواناتهم التي يقتاتُ عليها شعبُ الجنوب الجائع الذي يمدّه الأزواديون بالملح واللحوم والألبان والسّمن والأقط والجلود طول حياته..وما نسيتموه هو أنّ ما رأيناه لن يزيدنا إلا إصرارا على أنّ حكومة مالي بقيادة أتي تي أصبحت مثل التتار بقيادة هولاكو ومثل النازيين بقيادة هتلر!
– أنتم حريصون على استعمارنا بحجّة المحافظة على وحدة البلاد ونسيتم أنّ البلاد لم تكن موحّدة يوما من الأيام… وأنها لن يحكمها غيرُنا مهما حصل وحين حاولنا أن تساعدُونا على حكمها ذاتيّا تحت حكم السّلطة المركزية بشرط الصّدق والإخلاص والعدل أثبتم أنكم مرتشون فاسدون فاشيون فاشلون أنانيون ولا يهمكم إلا بطونكم… وقد عمرتم بلادكم وتركتم بلادنا مرتعا للإرهاب والمهربين واكتفيتم بجباية الضرائب منّا ومنهم ففسدت الأرض وأنتم تنظرون!!ولهذا نقول لكم اليوم وبكل وضوح: ارحلوا عن بلادنا راشدين!!
– حرام علينا أن نّستسلم بعد هذا العام إلى أن نّستعيد حريتَنا… حرام على أبناء الجنوب أن تطأ أقدامُهم أرضَ أزواد إلا تُجّارا مسالمين نافعين منتفعين أو معلمين متعلمين أو مسافرين عابرين!!
– من قتلتموه من المدنيين عاقبناكم بكلّ شعرةٍ من شعرات رأسه بما لا يتنافى مع القوانين الدّولية العادلة… ومن سجنتموه منهم ظُلمًا وعدوانا فسيكون مصيرُ أمثاله منكم بين أيدينا… إن شئنا عفونا وإن شئنا عاملناكم بالمثل.. وجزاء سيّئةٍ سيئةٌ مثلها…
– نحن لا نريد القتال أبدا بل أنتم أجبرتمونا عليه و وهمكم الذي توارثته حكوماتُكم الديكتاتورية التي تعاقب حكمُها على هذه البلاد أصبح حُلما لن تروه إلا في المنام إن شاء الله وهو قمع الثورة!!
فإن أرتّم أن لا يكون جُنودُكم طعاما لنسور الصّحراء الحائمة فوق رؤوسهم وسباعها الجائعة فاسحبوا جبناءكم المختبئين من أسود أزواد وارحلوا عن بلادنا…ودعوا شعب أزواد يقرّر مصيره…
– اتركوا المدنيين العزّل الفقراء الجائعين الضّائعين الخائفين يعيشوا آمنين مطمئنين في خيامهم واسحبُوا مرتزقتَكم فإنّكم إن لم تفعلوا ذلك.. فستثبتون للعالم الذي يراقبُكم أنّكم مثل هتلر تماما!!
– إن لم تلتزموا بالقوانين الدّولية في تعاملكم مع هذه الأزمة فستنهزمون سياسيا كما انهزمتم عسكريا..ولن يبقى لكم في أيديكم من الأوراق التي تلعبونها إلا ورقة اللون والعرق التي تلعبونها هذه الأيام مع الإتحاد الزنجي الأفريقي..وهي ورقة خاسرة..وسيكونون أغبياء جدّا إذا فكّرُوا في تكرار السّيناريو الأمريكي في الصّومال!!
– من المضحك جدا تخديركم للشّعب الجنوبيّ بقولكم هاؤلاء مرتزقة قذافيون قادمون من ليبيا.. وأنتم تعلمون أنّ المرتزقة الحقيقيين هم أبناء الجنوب الأغرار الذين باعهم أتي تي على القذافي مقابل بعض فرنكات سيفا..أما نحن فمعلوم لديكم أننا ولدنا في أزواد وتربينا فيها وفيها تعلمنا ذبح الثيران والخرفان..وتعلمون جيّدا أنّ إخوتَنا الذين قدمُوا من ليبيا ليسوا أكثر عددا من إخوتهم المغتربين المشتتين المهجّرين الذين يذهبون إلى غير ليبيا ويعودون كلّ يوم!!
– لقد كذبتم عن قصد ونافقتم وافتريتم وأسأتم إلى سمعة البلاد وشُعوبها حين ادّعيتم أن ثوار أزواد لديهم صلة بالإرهاب من قريب أو بعيد.. وتجاهلتم أنّ ما يوجد في أزواد من الإرهاب والتّهريب كان سببه الوحيد هو تغافلكم وتعاونكم وتجاهلكم ونفاقكم ومكائدكم (القاعدة) !!
– من الحمق والغباء أن تحاول حكومات مالي اليوم أن تعبثَ مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد كما عبثت مع الثورات قبلها,,أو كما عبثت مع البدو الرّحل في عهد الشّيوعيين والدكتاتوريات الغاشمة التي حكمت البلاد بعدهم..ويجب أن نذكرّكم بأمر مهمّ هو أنّكم اليوم تتعاملون مع جيُوش مدرّبة من الكوماندوس والضّباط والسّياسيين المحنّكين والخبراء والإعلاميين والكتّاب والأذكياء والمحترفين!