فاعتبرو ياأولى الأبصار

فاعتبرو ياأولى الأبصار

402194 367637516585164 100000167555299 1666927 657065213 nفي بداية الثورة كنا نعقد آمالنا على مشروع إسلامي واضح في أزوادلأن الثورات الحالية كانت تمثل إرادة قوية للشعب المهمش سنوات عدة, ومن تلك الإرادات الشعبية العودة لإسلامها وتحكيمه في كل شؤون حياتها, وزادت الفرحة حين سمعنا بحركة توحي باسمه لنصرة الدين, إلا أن تلك الفرحة لم تدم طويلا لأسباب عدةمنها

– أن الجناح السياسي لتلك الحركة إن كان موجودا لم يتضح مشروعه من بداية الأمر كمنافستها الوطنية لتحرير أزواد
 أن سلوكها الواضح إلى الآن سلوك تطرف ينتهج نهجا محارَبا عالميا,ولا يمكن تأقلمه مع ظروف الحياة الراهنة المحلية والدولية.
– أنها بنفس أسلوبها الحالي وجدت فرصة كبرى للعلمانيين أذناب فرنسا ومثيلاتها للتعالي على عرش أزواد؛ إذ المشروع الأزوادي يبدو أنه يسير نحو الانفصال, وسيتولاه من يراه الشعب منقذا له من الوجود المالي بغض النظر عن سلوكه الديني والأخلاقي, ومن كان مشروعه مقبولا عالميا, فهو من سيتولى الأمور عاجلا أم آجلا.
– أننا بهذا التطرف اللامسوغ له سيجد الشعب نفسه أمام خيار واحد هو نموذج بورقيبة وزين العابدين؛ لأن الشعب ستكون له ردة فعل ضد ما هو مشروع إسلامي ما دام وقف من انتمى إليه في سبيل تحقيق حلمه الذي انتظره ستين سنة تحت الاضطهاد والتهجير.
– أن تلك الحركة يبدو من خلال طرحها ومناقشة مسؤوليها أنهم لا يفقهون من الشرع غير شبهات يرددها قبلهم من سلك نهجهم, ولم ينظروا لمآلات الأمور والمقاصد, وكأن مقصد الشرع الوحيد عندهم الاستشهاد والقتال في سبيله, ولئن كان ذلك وسيلة وليس مقصدا فإنه لا يمكن لكيلوات معدودة مربعة نصب القتال للكفر العالمي بأجمعه- على حسب زعمهم-, في حين وجود مجامع فقهية وسياسات إسلامية لدول عدة يمكن الرجوع إليها في تلك الحالة , ولا يمكن لخمسين سيارة رباعية الدفع القيام به  إلا أن يكون غباء سياسيا وشرعيا
ويا ترى؟ أيها المتابع ؛ كم سيجنيه المشروع الإسلامي من ثمار في أزواد لو اتجه نحو مشروع إسلامي واضح في وسط إسلامي لا يمانع من شيء اسمه إسلامي من خلال مشروع وهدف موحد نابذ للتطرف والغلوّ مع أي مشروع وطني يتحقق من خلاله الألفة والوحدة مع القوى الأخرى كانت علمانية أو غيرها مع تحفظي عن وجود العلمانية كمنهج عملي في أزواد
أعتقد أن الثمار ستكون يانعة , وأن الجنى يستحق المساومة عليه من مشتري العرايا

محمد الأمين الانصاري

 

 

 

 

تعليقات (0)
إغلاق