فتحي بن خليفة صوت الشمس يتهدده صوت الظلام!

فتحي اغ خليفة المعارض الليبي من مدينة زوارة الليبية, المشهور بتعنته ومقاومته الشرسة ضد نظام القذافي منذ نعومة أظافره, الرئيس الحالي للكونجرس العالمي الامازيغي.ايام النظام القذافي… عندما كان ابطال اليوم هم أرانب الأمس!كان فتحي وأصدقائه في زوارة مصدر ازعاج وقلق للمخابرات الليبية التي لم يرق لها تحركات شباب زوارة المنتفض دائماً، في محاولة يأسه لإسكات امتداد فكر سعيد سيفاو ، الذي أخلص إليه الكثير من شباب أمازيغ ليبيا منذ نعومة أظافرهم، وخصوصاً بعدما نال النظام من الشهيد:سعيد محروق سيفاو الذي طالته ايادي الغدر القذافية فأردته قتيلا في نهاية المطاف
.
بعد اكثر من 25 سنة قضاها اغ فتحي في بلاد المهجر والمنفى بين روسيا المغرب واخيرا انتهت به رحلة العذاب تلك في احد احياء امستردام- هولندا, بعد ما قررت الحكومة المغربية عدم الإستمرار في إقامته على أراضيها، وبضغط مباشر من القدافي وأبنه: سيف الاسلام، اللذان طالبا بتسليمه عام 2009 على غرار ما فعلته قبله بالمعارض الليبي الشهيد المقدم عمر المحيشي الذي ذبحه القذافي كالخروف بعد ساعات قليلة من وصوله من العاصمة الرباط, لكن اغ خليفة والذي رفض عروض مالية ووظيفة مغرية وخيالية، لم يرفض أقلها كثير من المعارضين،الذين يتصدرون الثورة الأن، كان من ضمن المعارضون الليبيون القلائل الذين تربطهم علاقات عمل وكفاح مع المنظمات الحقوقية الدولية،وعلى رأسها المفوضية العليا لحقوق الإنسان، بالأمم المتحدة، والتي تدخلت مباشرة، بعدما سحب النظام منه ومن أبنائه جوازت السفر، ووثائق الثبوتية الليبية، وإستقر به المقام في هولندا كلاجئ سياسي تاركا خلفه حيينها كل ما يمكن للمرء ان يعزه في الدنيا: زوجته وابنيه يوبا وآيس.
لقد عرف فتحي منذ ان كان شابا يافعا في احياء زوارة وطرابلس القديمة بحبه المستميت لوطنه ليبيا وتألقه الكبير به وبعدم تردده في الدفاع عن ابناء جلدته الامازيغ وحقوقهم وما عانوه من ويلات الاضطهاد والحرمان من قبل النظام الاستبدادي المنهار, فأضطرته الظروف بالرحيل بعيدا عن الوطن وعن الاحباب حاملا همومهم وتطلعاتهم في كل انحاء العالم في رحلة بحث كانت إلى يوم قريب أشبه بالمستحيلة في أسقاط واحد من اعتى واقوى الانظمة الديكتاتورية في العالم على الاطلاق.
لا يمكن الايفاء بكل ما قامت به هذه الشخصية الوطنية النادرة، وما قدمه من اجل ‘توماست’ في اسطر معدود في مناصرة القضية الامازيغية في كافة الاصعدة, ليس فقط في ليبيا بل امتدت خيوطها وتشعباتها لتقوده في رحلة نضالية طويلة ألقت بظلالها على اقصى شواطئي زوارة شمالا الى هضاب ازواد الوعرة جنوبا مرورا بواحة سيوة شرقا انتهاء بجزر الكناري غربا.
الحديث عن هذا العفيف الفطن في تحركاته الدينامكية ليس يالامر الهين بالنسبة لمبتدئي مثلي. كل ما اعرفه ان هذا الانسان العزيز ان لم يتردد يوما في خدمة وطنه ليبيا وابناء عمومته عند المقدرة, تجد هاتفه الخليوي الذي لا يفارق نبضات قلبه فهو دائما لا يتردد في الاجابة عنه بغض النظر عن اختلاف التواقيت بين عاصمة الى اخرى خاصة عندما يتعلق الامر بقضايا توماست الساخنة.
فقد حرر عشرات المقالات التي كان يكتبها تحت أسم مستعار “ابوليوس” منذ بداية التسعينيات في الصحافة المغربية، ثم على النت لاحقاً، وبعض الصحف والإذاعات الدولية، التي حث فيها العالم الحر على مدى وحشية وقسوة نظام القذافي مخاطبا الحكومات والمنظمات الحقوقية الدولية عبر العالم بقلمه الرائع، وصوته وصورته، الذي فاض بالمعاناة وبما كان يمليه عليه عقله وقلبه وحثهم بضرورة التخلص من نظام القذافي, فبالاضافة الى ذلك الكم الهائل من الابداع النضالي الذي حفل به ابننا البار فقد قام عام 2001 بأنشاء ‘مجموعة العمل الليبي’ التي كان لها حضور دائم في جلسات الامم المتحدة منذ تأسيسها وسرعان ما تحولت هذه المجموعة الى صوت الشعب الليبي شبه الوحيد في المنتديات الدولية. ولم يكون يتكلم عن زوارة فقط أو نفوسه وحسب، بل عن التبو وتماشقت، وسجناء الرأي في ليبيا كا فتحي الجهمي، وعبدالرزاق المنصوري، وضيف الغوال وأطفال الإيدز، وسجناء أبوسليم، وجمال الحاجي وإدريس ابوفايد وووو … فقد نجح فتحي ومن معه في ‘مجموعة العمل الليبية’ امثال شهيد الثورة الليبية قاسم ناجعة وبفضل جهوده المضنية تم تدويل القضية الليبية بشكل واسع عالميا, دون ان يضع اي اعتبار قبلي او جهوي او تقسيمي.
فتحي :ابان الثورة الليبية الى قيام الدولة الجديدة, وعواصف التغير في المنطقة
عمل فتحي جنبا الى جنب مع كل اطياف المعارضة الليبية النزيهة منذ اندلاع شرارة ثورة 17 فبراير التي اسقطت نظام المقبور. ولم يذكر بسؤ يوماً أي رفيق معارض من وراء ظهره أو في غيابه، مهما إختلف معه في الرأي، ومشكلته الكبرى هو صراحته الشديدة، وشجاعته في المواجة وجهاً لوجه، وقول الحق ولو على رقبته.. وقد نشط في مجال الاعلام والبعثات الدبلومسية في اقناع الدول الاوروبية والافريقية بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي. وكذلك بمحكمة الجنايات الدولية، وقد نجح في ذلك بالتعاون مع اعضاء رسميون وغير رسميون من المجلس الوطني الانتقالي انذاك. وبجانب عمله السياسي ابان الثورة كان يعمل في جبهات اخرى وهي الدعم الانساني حيث تكمن عن طريق المنظمة التي رأسها لاحقاً، الكونجرس العالمي الامازيغي بارسال اطنان من الدواء والغذاء بالتعاون مع منظمة اللاجئين الدولية والصليب الاحمر الدولي ومنظمة مراسلون بلا حدود فقد تمكن الكونجرس العالمي الامازيغي بالوقوف على ظروف اللاجيئين الليبيون في مخيمات تطاوين ورأس اجدير وبنغازي كما عمل فتحي على ربط شباب زوارة بالجبل للتدريب والتحرك، وتأمين الاسلحة والأموال والإيواء لثوار زوارة في مدينة بنغازي وتحركهم عبر البحر ، والمساعدة في التنسيق لتأسيس اول كتيبة من الجنوب الليبي “تينيري” بالتعاون مع كلا من أكلي شكا وسيفاو تواوة ومجدي بوخدة وهي نفس الكتيبة التي ساهمت في تحرير الجبل الغربي وطرابس ثم الجنوب الليبي فيما بعد
وقد ساهم اغ خليفة بالتعاون مع الحركة الوطنية لتحرير ازواد واعيان الطوارق في كل من الجزائر والنيجر و ازواد (شمال مالي) بتوجيه ضربة قاضية للقذافي في الجنوب الليبي عبر محدثات قادته الى العاصمة السويسرية جينيف في يوليو 2011، مع مجموعة من اعضاء المجلس الوطني الانتقالي وممثل الحركة الوطنية لتحرير ازواد مجدي بوحده و محمود على…وغيرهم. وكانت المهمة المسندة الى فتحي انذاك والى الحركة الازوادية هي اقناع ضباط الطوارق بتهريب كل الاسلحة التي كان القذافي يراهن عليها في الجنوب الليبي الى منطقة الصحراء الكبرى وفعلا تمت العمليات بنجاح. وعندما سقطت طرابلس لم يجد المقبور لا الرجال ولا مخازن الاسلحة التي راهن عليها في الجنوب الليبي لإنشاء دولته الخاصة به، ومن غرائب القدر أن يكلف فتحي الذي كان مطارد من القدافي ومجموعة من الطوارق، من طرف المجلس الإنتقالي، ومن عبدالجليل شخصياً، بترصد إحتمال تواجد القدافي في ربوع الصحراء، بعد أن شاعت عدة أقاويل عن هذا، ولم يتردد في التكفل بالمهمة، بالرغم من تحفضاته الشديدة على سياسات المجلس، إلا الوطن كان أولى بالنسبة له، ومع هذا اتهم فتحي بعد نجاح الثورة بتقسيم ليبيا وتجنيد المرتزقة من الطوارق!
فتحي له أيضا إسهام في انشأ اول قناة اعلامية ليبية تبث من الخارج ‘ليبيا لكل الاحرار’ وتأسيس برنامج ‘ابريد ن تاكراولة’ (طريق الثورة) مع كل من الاعلامية سناء منصوري ومحمد ربيع وؤمادي. ولعب هذا البرنامج دور فعال في رفع معنويات ثوار جبال نافوسة وزوارة والصحراء الجنوبية, كما لعب هذا البرنامج دورا مهما في حث الامازيغ على الصمود ودعم ركب الثورة خاصة الطوارق منهم وخاصة ان البرنامج كان يبث باللغة الامازيغية بما فيها لهجة تماشقت.). بالرغم كل هذه الجهود والانجازات التي قام بها، ولا يزال يقوم بها، ومنها ما هو على مستوى عالي من الحساسية والأهمية لليبيا على المستوى الدولي، وحيث لم يتردد في لعب دور الوساطة في التهدئة وضبط الأوضاع سواء في الجنوب، وخصوصاً نزاع التبو وأولاد سليمان بسبها، أو في مشكل مصراته وبني وليد، مع أن الإتهامات تزور الواقع ، حيث خرج من خرج على النت والفضائيات يدعي كذباً بأن فتحي يحرض أهل الجنوب، ويستجلب المرتزقة،، بل ووصلت الدناءة بالبعض إلى تزوير ومونتاج بعض الفيدوهات عبر اليوتوب ، بقصد النيل من سمعة هذا الإنسان الوطني، ولكن كل هذا لم ينتقص من كونه بطلا وطنيا وشخصية دولية لا يستهان بها, لم تمنع فيروسات وابطال الكيبورد من المتطرفون نشر سمومهم وتوجيه التهم لكسر شوكته وشوكت اتباعه.
لينتهي المطاف ببيانات وأوامر بالقتل شنقاً بتهم التخوين من طرف ميليشيات ظلامية، أو رسائل تهديد عبر النت وبعض الاصوات في وسائل الاعلام المتخلفة..:
وإلى اليوم وأينما وجدت مشكلة في ليبيا إلا وتآمر الجبناء على دس اسم: فتحي نخليفه بالأكاذيب والأقاويل المغرضة والإشاعات، ومع الأسف تأتيه الطعنات الغادرة من أقرب الناس .. سواء من رفاقه في المعارضة في السابق،، او من متسلقي الثورة، أبطال الشاشات الوهميين.
!أنا أسئل سؤال بسيط : لماذا كل ما يكتب عن فتحي بنخليفه، هو أكاذيب وتلفيقات ؟؟ لماذا ليس هناك خبر واحد صحيح إلى حد الساعة .. تقولون أنه يكره الإسلام وبأنه ملحد .. وبأنه يدعوا إلى طرد العرب من ليبيا .. ولم تأتوا ولو يوماً بدليل .. والمشكل أن كثير من الناس ضحايا هذه الإشاعات. ؟ من يستطيع مواجهته ؟
لماذا لم نعد نرى فتحي بنخليفه عبر وسائل الإعلام كما كان الحال قبل الثورة وخلالها ؟؟ وهو من صرح في أكثر من مناسبة .. بل تحدى الأقلام الخفية .. وشيوخ الإفتاء بقتله أنه مستعد على أن يواجههم علناً أينما شاءوا ووقتما شاءوا .. ؟ مع أنهم جميعاً يتابعون كتاباته، ويتكلمون عنه في برامجهم، بل وبعض الصحافة والمواقع تعيد نشر مقالاته المثيرة للجدل، ولم تقم يوماً أي صحيفة ليبية بإجراء لقاء معه .. لنعرف هل هو متعصب أو صاحب حق.
ما سبب أن يأمر : محمود شمام فريق محطتة الفضائية بعدم إستضافة : فتحي نخليفه المتطرف كما وصفه، بعد أن عملا سوياً خلال إنجاح الثورة، يا شمام : إذا كان فتحي عنصرياً ومتطرفاً ، كما تقول ، لا يكون الحل بمنعه .. بعد ان ساعد في إنجاح القناة، بل بإظهاره لكل الشعب الليبي وليسمعه الشعب .. والشعب من سيقرر هل هو متطرف أو أنت ديكتاتوري متقلب ..
بل المرير هو كيف رأينا بعض الامازيغ في ليبيا يصدرون بيانات تبرئة منه عندما وجهت له إشاعة علاقته بإسرائيل، حيث اعلن مجلس محلي أمازيغي ان فتحي لا يمثلهم ، وقبل أن يتأكدوا حتى من صحة الخبر، وعندما صدرت في حقه مجموعات غير معروفة بيان بإحلال دمه والحث على تصفيته, منذ أكثر من سنه إلى حدود الأن، لم نسمع بأحد منهم ينديد، سواء على مستوى الاشحاص او المنظمات؟ هل أصبحت دماء الامازيغ رخيصة لهذه الدرجة؟
أنا اوجه كلامي إلى طيور الظلام .. يا من لا تعرفون فتحي بنخليفه جيداً .. لن تهزموه إلا بالحجة ,, والإقناع والعقل ، وبالمواجهة وجهاً لوجه .. فإذا كانت لديكم حجج ودلائل على ما تدعون ، وعقول تؤهلكم للحوار والنقاش .. فهو ربما سيقبل بمحاورتكم وسماع ما تقولون .. أما إن كنتم تتوقعون بأنه سيخاف أو سيتراجع لأنكم تهددون حياته .. والله أنه سينتصر عليكم وسيذيقكم أشد الهزائم .. فالقدافي بجبروته وأمواله ومخابراته لم يستطع النيل منه، أو إخافته.
بقلم امشاروج: أكلي شكا, لندن مارس-2013م