قراءة استقالة محمد الأمين المتأخرة جدا!

قراءة استقالة محمد الأمين المتأخرة جدا!

381084 209894115765250 100002339908024 448929 1335859681 nلا أحد ينكر أن الحركة تم تأسيسها على يد الشباب الأزوادي المختلف الالوان، والأفكار.لا أحد ينكر ما قام به سعادة الأمين المساعد للرئيس بلال أغ شريف/ محمد الأمين.وفي نفس الوقت لا أحد ينكر تعقد القضية الأزوادية، كأي أمر في الكون يبدأ بسيطا، فينمو بمزيد من التعقيد، والتركيب…هذه مسلمات لا بد من استحضارها كي نقرأ هذا الخبر الذي نال فوق ما يستحق من الاهتمام الإعلامي، وحقق رغبات الخطة التي جاء في سياقها، الخطة الهادفة إلى مسح الحركة الوطنية من الوجود، ميدانيا، وسياسيا، ولن أقرأ الصيغة القانونية التي تم بها

تقديم الاستقالة، والإشكالات المطروحة عليها، ولن أقرأ نوايا السيد، وأهدافه، وسأثير فقط نقطتين مهمتين الآن، هما: التساؤل حول إنجازاته منذ التحاقه بالحركة حتى استقالته. البحث في الأسباب غير المعلنة لاستقالته “المتأخرة”!إنجازات السيد/ محمد الأمين في الحركة.لفهم قصة محمد ولد الأمين يجب التفريق بين مرحلتين للحركة، مرحلة “الحركة الوطنية الأزوادية “MNA” ومرحلة الحركة الوطنية لتحرير أزواط “MNLA”هذا التفريق مهم جدا لأننا بإمكاننا أن نلخص القول، ونقول: إن السيد كان نشيطا جدا في المرحلة الأولى، التي كانت فيها الحركة مدنية، شبابية، لا تطالب إلا بالحقوق الوطنية، وأكبر أحلامها هو “الحكم الذاتي”، ولم تكن للحركة يوم شارك في تأسيسها أية أهداف انفصالية أبدا، لأنها لا تقدر عليها، ولا جيش لها.أما بعد الاتفاق مع جماعة بهانغا، والجناح العسكري، فتم تحويل الحركة إلى “انفصالية” فقد تقلص نشاط، وحماس السيد، بشكل لافت للنظر، وركز عمله على نقطة واضحة هي “تعريب أزواد، والأزواديين”، فعادت شجاعته ليفكر في استقال ازواد بشرط أن تكون “عربية اللغة، واللسان، والهوية، والفكر، والتاريخ، والمستقبل” ولذا سأجمل أعماله في هذا السياق:مقابلات تلفزيونية محدودة، كلها يغلب عليها الجانب القبلي، ومناقشة الهويات، مما يدل على أن الرجل مسكون بالفكر القبلي.منشورات على النت، متكررة، مكررة، في الدفاع عن حقوق الأزواديين، والإشارة إلى نقطة العرب. تشكيل لوبي عروبي بين الطوارق، أقنعه بضرورة التخلي عن الهوية الامازيغية، والارتماء في أحضان العرب. بعد إخفاقه قليلا في هذا اللوبي، سعى فيما يسمى ب”الحركة العربية الأزوادية”، وحاول في بعض الفترات أن يكون منسقا بينها وبين الحركة الوطنية الأزوادية، لكنه لم ينجح في استقطاب هؤلاء، ولا هؤلاء.في هذا السياق اتهمه بعض أعضاء الحركة بتزوير بياناتهم، والتلاعب ببعض الأوراق الإدارية التي كانت عنده، واعتبره بعض أهل الحركة مستقيلا منذ ذلك الوقت.أخفق السيد إخفاقا شديدا جدا في جلب إخوانه العرب غير “كنتة” إلى الحركة كما عمل نظيره النسغاوي/ مهمدو جيري، حتى إنه لم يحضر إلى عاصمة أزواد حتى في يوم الاحتفال بالمجلس الانتقالي الأزوادي!هذا عن مجمل حراكه خلال العام الماضي، أما.سبب استقالته المتأخرة المعلن، وغير المعلن:لما مضى أعتبر السيد مستقيلا حكما منذ إعلان استقلال أزواد، وكل يوم ننتظر أن يكتب استقالته، لكن طالما كتبها هذه المرة، وأرفقها بالسبب الذي هو: “تنازل الحركة عن مطالب الانفصال” فلا بد من مناقشة هذا السبب، واقتراح السبب غير المعلن الذي أدعي أنه هو السبب لا غير، فالسبب الذي ذكره نسجل عليه التالي:أولا: السيد سارع ولم يتريث، واستقال من أجل “إشاعة” مغرضة، فلم لم يتثبت، ويطلب من زميله/ بلال أغ شريف أن يشرح له الموضوع؟، ولم لم ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات وهي لم تبدأ بعد!!!!!؟؟؟؟ثانيا: فرضنا أن الحركة تنازلت عن الاستقلال، ونالت الحكم الذاتي، فنقول: محمد ولد الأمين سبب انخراطه في الحركة منذ اليوم الأول لم يكن هو الاستقلال، حتى يخرج من أجله، بل انضم من أجل الحقوق الوطنية التي يرى أن مالي أهملت فيها، ولم يدر في خلده هو ولا غيره أن أزواد ستستقل خلال هذا العقد من الزمن، ولم يخططوا لذلك، ولم يحلموا به، ف”الحكم الذاتي” هو أغلى أمنياته، فلم هذا التغير السريع المفاجئ؟؟!!، ولماذا لم يفرح حين تأكد من بلوغ هدفه الأول خلال فترة قياسية؟؟؟!!!ثالثا: ألا يدعونا أمر فخامته إلى الريبة، حين كان ناشطا للحركة يوم كانت مع مالي، وأصبح مهملا كسلان حين دعت للانفصال!!؟؟؟ فما هذا التناقض العجيب؟؟!!رابعا: إما أن يكون السيد مخلصا للحركة طولا وعرضا أم لا، وإن كان مخلصا لها فلن يسبب في ضعفها، وتقليصها حين أعلن الاستقالة على الملأ في فترة ما أحوجها فيها إلى انضمام الجميع لعلها تنال أقل ما تخطط له!إذن اتضح أن السبب المذكور غير عقلاني، وغير مبرر أبدا، فما هو السبب الحقيقي لاستقالة السيد قبل شهور، واليوم؟؟؟!!اسنتناجا من متابعتي له أعتقد بكل موضوعية أن السيد نشط حقا في الحركة قبل، وفي ازواد اخيرا لتكون دولة عربية، يتزعمها هو وأهله على مستوى الفكر، والمعرفة، وتكون مثل موريتانيا، فما إن اتضح له أن الأزواديين لا يمكن أن يكونوا عربا، فقط كما لا يمكن ان يكونوا طوارق فقط، ويخشى من تصريحات زعماء الحركة في أوربا، حتى من تصريحات بلال أغ شريف تارة أن أزواد قد تكون دولة لأعدائه الكبار: “الأمازيغ”، فإن عدم تحقيق هذا الحلم الأمازيغي أولى وأفضل عنده من إقامة دولة أزواد!فالرجل لا يخفي أنه عروبي، وأنه يريد تعريب القبائل الطارقية أصلا.لكن نذكره بأن الطوارق أحباب العرب، وسيكونون معهم إلى الأبد، لكن لا على حساب لغتهم، وثقافتهم، وتاريخهم… ولا نكن أي عداء لأي عربي فضلا عن عرب أزواد الذين نعتبرهم أشقاءنا الحقيقيين، ولا فرق بيننا وبنيهم سوى اللغة.

 

بقلم / اغ تينيري

تعليقات (0)
إغلاق