لماذا تعارض مالي استقلال أزواد

لماذا تعارض مالي استقلال أزواد

بقلم/ محمد الانصارى
لم تتوان الحكومات المالية المتعاقبة عن السعي للقضاء على الشعب الأزوادي وتطهيره عرقيا منذ عشرات السنين، دع عنك أمر التنمية ، والحياة الكريمة،والتعليم ،وأبسط سبل الحياة، فتحقيق شيء من ذلك ضرب من المستحيل، لأن جفاف أزواد، وحالته المزرية هي أنجع وسيلة لدى مالي لاستجداء العالم وطلب المساعدات ، والتنمية والإعمار بتلك المساعدات لمدن الجنوب طبعاً أقصد ما يبقى بعد السرقة، وانفصال أزواد يعني تجريد مالي من هذا الكنز لاستجلاب المساعدات والسياحة التي لا يصل إلى أهل المنطقة منها أي شيء، بل تشترى بها الأسلحة لإبادة من بقي منهم.
إن كل العهود السابقة كانت أوضح برهان على موقف أولئك الماليين من أحقية الشعب الأزوادي في البقاء فضلاً عن الحياة الإنسانية، وهناك الكثير والكثير مما يطول ذكره هنا.

 

ومما يجري به تشويه سمعة الأزوادين وخلط أوراق قضيتهم على الرأي العام المحلي والعالمي ، تذيل كل خبر ينشر أو يذاع عنهم بوصفهم بـ”العائدين من ليبيا ” أو “الذين قاتلو مع القذافي” !! مع أن الذين عادوا من ليبيا ،أكثرمنهم الذين يرابطون منذ سنوات ،بل الذين لم يرضوا بالبقاء تحت حكم مالي منذ استقلالها قبل خمسين عاماً ، إذ ليس خاف أن ذهاب بعض الأزواديين إلى ليبيا للعمل، أو التعليم ليس إلا إحدى مخرجات الطريقة التي سلكتها الحكومات المالية في التعامل مع قضيتهم، بما في ذلك سياسة التهجير.
بعض وسائل الإعلام ، تصر على إطلاق “المتمردين” على هؤلاء الذين يبحثون عن الحياة في وطنهم المسلوب المغلق أمام كل تحسين المفتوح لجلب التبرعات باسمه ،والمتاجرة بمأساته،من قبل حكومة مالي،كما يحاول الماليون الذين عملوا على مؤازرة القذافي وكانت لديهم مكاتب تجنيد تحمل المرتزقة إلى ليبيا يومياًعند بداية الثورة الليبية – يحاولون تشويه الأزوادين بمقاتلتهم مع القذافي،مع أن من كان من الأزواديين مع القذافي كان يعمل بصفة رسمية قبل الثورة بسنوات عديدة ، بخلاف الماليين الذين آزروه في محاولة إبادة الشعب الليبي في اللحظات الحرجة عند اندلاع الثورة الليبية، بينما كانت أعداد من الأزوديين تتعرض للتصفية من قبل كتائب القذافي، وتدفع حياتها ثمناً لرفض قتل المدنيين الليبيين!!.
فالأزواديون قبل الثورة الليبية شأنهم شأن بقية أفراد الجيش الليبي ، وهم بعد الثورة كذلك ، منهم من بقي مع الجيش، ومنهم من انشق عنه، وليسوا في ذلك بدعاً من أي مكون آخر داخل ليبيا.
أما حديث الأسلحة الليبية فإن الأسلحة الليبية أعلن القذافي نفسه على مرآى، ومسمع من العالم فتح مخازنها لكل من كان في ليبيا، ومن التضليل المفضوح محاولة مالي إخفاء استعمالها للأسلحة الليبية – فضلاً عن السنغالية ، والتي لم يعلم بعد مصدرها – في حربها ضد الأزواديين، بل والأسلحة التي تم،ويتم شراءها من الأموال التي خصصتها الدول المانحة لتنمية أزواد، ومكافحة الجهل، والفقر،والأمراض،والتقليل من آثار الجفاف،وتمويل المشاريع الوهمية التي لا تتجاوز الورق، والتي تخصص في الواقع لتنمية ممتلكات بعض الأفراد الذين على رأس السلطة ومساعديهم.
لا عجب في محاولة تشويه الأزوادين من قبل مالي، لكن العجب في أن تمرر الدول والمجتمعات الناضجة،والإعلام الحر النزيه هذه المحاولة المالية البائسة.
وحتى تعلم أيها القارئ مدى موافقة مقالي هذا للواقع أدعوك إلى متابعة الإعلام المالي لترى كيف يشحن شعبه ويكدس الرؤية المقيتة للأزوادين ، بل الإذاعات المالية في الأيام الجارية تدعو إلى تطهير عرقي، والسؤال:
كيف يمكن للشعب الأزوادي أن يعيش في ظل دولة تحمل هذاالحقد عليه؟.

لا أظن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى تفكير يجهد الذهن.

 

بقلم/ محمد الانصارى


تعليقات (0)
إغلاق