مالي وإلى هذه اللحظة تبرهن للعالم انها غير ديمقراطية و ليست حضارية و لا تفهم الا لغة القوة

للازواديين تاريخ طويل مع الثورات ضد الحكومات المالية المتعاقبة على مدى خمسين عاما من انتدابها عليهم من قبل المستعمر الفرنسي سنة 1960.و منذ تلك الفترة لم تنقطع الثورات الازوادية إلا فترات قصيرة سرعان ما تتجدد مع تجدد الفكر و توفر الإمكانات الضرورية للقيام بها و لكن كلما نهض سكان ازواد للمطالبة بحقهم بقوة السلاح جوبهوا بقوى خارجية تطلب منهم الجنوح الى السلم و الجلوس الى طاولة المفاوضات وطرح مطالبهم
سياسيا. فشلت القوة العسكرية ,كما فشلت السياسة لدى الازواديين ,نتيجة عدة عوامل متداخلة من ضمنها عدم توفر الكوادر المتعلمة التي تمتلك الخبرة المتمرسة في امور السياسة و دبلوماسية التفاوض. في تسعينات القرن الماضي تجددت الثورة و تحديدا يوم 29 جوان 1990 وتم الاعتراف بالجبهات الازوادية بشكل رسمي من قبل دول الجوار و كذلك الدول المعنية بشؤون المنطقة , و لكن سرعان ما تم اخماد الثورة بمياه طاولة التفاوض في تمنغست الجزائر .
بعد ستة اشهر من القتال الضاري تكبد فيه الجيش المالي خسائر لم يراها من قبل , استنجد بحلفائه التقليدين طالبا منهم النجدة .
كان الثوار حينها يطالبون بالحكم الذاتي كمبدأ لا تنازل عنه في حالة استحالت فكرة الاستقلال , و لكن ما إن جلسوا قبالة الوفد الخصم و الوسيط حتى تلاشت و تبخرت كل الامال في نيل حتى مجرد قطعة ارض يبني عليها احدهم بيته .استعاد الازواديين وعيهم بعد مضي 15سنة من نظام الادارة المحلية التي لم يطبقوها في مناطقهم بل طبقت عليهم .في يوم الثلاثاء 23 من شهر ماي 2006 استولوا فجرا على كل من كيدال و ميناكا في عملية منظمة و مدروسة ولكن بدا أنه لا هدف من ورائها سوى تفريغ غضب و احتقان و غلبة الامور.استمرت الاوضاع في التوتر منذ ذاك اليوم الى يوم 12من شهر جانفي 2009 حين تم اقناع زعيم الثورة الجامحة بوضع السلاح جانبا و الدخول في عملية السلام بزعامة و رعاية دولة وسيطة و خبيرة بأمور اجهاض الثورات .عاد كل من كان يحمل السلاح الى دياره بإستثناء الثائر العاجز ,الذي شاع اسمه بين اعدائه حتى اصبحوا يشبهونه بأي شخص قريب منه في الملامح.و تحت كل هذا الرماد كانت هناك جمرة متقدة تنتظر الوقت المناسب لكي تشتعل ,و تنظر بعين التمعن في كل ما حدث و جرى على ارض الواقع .. من فتن و فشل و تفرقة و كافة اسباب التراجع و البداية من الصفر .
اختارت المجموعة الجديدة طريقا كان يقال لسابقيهم لماذا لم تنتهجوه؟تبدلت الازمنة و الوسائل و حتى الاشخاص .. و اصبح انه لابد من تغيير الاوضاع كما تغيرت الامور و ان العالم يسير وفق معايير محددة الان.هذه المعايير منها ما يتفق مع وضع منطقة ازواد و منها مالم يتفق, يمكن تجاهله و الثبات على الموقف , و منه ما يمكن مسايرته الى ان يتم فهم الطريق الجديد و اقناع كل الاطراف به .ولدت الحركة الوطنية الازوادية في تينبكتو التاريخية يوم الاثنين01نوفمبر2010
و كانت نتيجة كل ما سبق تناوله انفا .و هي مكونة من كل اطياف الشعب الازوادي من كلتماشقه و عربه و سونغايه .
و من كوادر جامعية و اكاديمية نالوا شهاداتهم العلمية لكي يعودوا الى الوطن و يؤسسوا هذه الحركة التي اختاروا لها أن تنهج منهج السلم و القانون و الديمقراطية ,حتى تعرف العالم بقضية شعبها ,ليدرك الذين اخذوا فكرة أن اهل ازواد لا يعرفون إلا لغة الرصاص ,أنهم يستطيعون نيل حقوقهم بوسائل غير البنادق.
في اليوم الاول من الاعلان تم اعتقال اثنين من كوادرها بتهمة عدم التصريح بعقد المؤتمر .وهذه نقطة تسجل ضد الحكومة المالية و فضح لاكذوبة ديمقراطيتها المزيفة .
و بعد 12يوم فقط من مؤتمر الاعلان في تينبكتو ,تم اعتقال عدد من الطلبة في عاصمتها بماكو ,على اثر مظاهرة سلمية يطالب فيها عدد من اعضاء جمعيات شبابية بإطلاق سراح المعتقلين في تينبكتو .و تم ضرب العديد منهم و ادخل تسعة الى المستشفيات كما ضربت بعض النسوة كن في التظاهرة .
بعد ذلك اتصل بعض المسؤلين من كلتماشق بالسيد وزير الامن المالي الذي يتواجد في طرابلس ,يستنكرون تدخل الشرطة لفض المظاهرة بالعنف فقال هؤلاء لصوص يجب التعامل معهم بعنف و السجن. إن مالي وإلى هذه اللحظة تبرهن للعالم انها غير ديمقراطية و ليست حضارية ,و لا تفهم الا لغة القوة التي من المفروض انها خبرت عدم جدواها بنفسها قبل أن يغير اهل ازواد النهج .و برهنت انها حكومة تمرست على سياسة التسول .. اذ كلما تفجرت أزمة في ازواد كلما استنجدت بمن يعيرها السمع بشان تقديم مساعدات لاستتباب الأمن ,و إذا استتب صرخت بعدم وجود إمكانيات تطبيق ما تم الاتفاق عليه .اليوم كل الازواديين بكل اطيافهم يصرخون عاليا لمالي و من يساندها و للعالم اجمع .انهم يطالبون بحقوقهم كاملة بما فيها حق تقرير المصير , لكن بطرق سياسية و قانونية و سلمية .
وإذا استنفذت بلا جدوى مع حكومة مالي فكل الطرق تؤدي إلى الاستقلال
مكتب الإعلام بالحركة الوطنية لتحرير ازواد 19 تشرين2/نوفمبر 2010