مفاواضات الجزائر قد تفجر انتفاضة شعبية جديدة في أزواد

لقد أثارت مفاوضات الجزائر منذ خارطة الطريق التوافقية غضبآ عارمآ في الشارع الأزوادي، بلغ ذروته بعد الرفض القاطع من قبل الوسيط الجزائري والدولة المالية مناقشة الوضع القانوني والسياسي لإقليم أزواد أولا، قبل الشروع في مناقشة ملفات الدفاع والآمن و الاقتصاد والتنمية والعدل والمصالحة. حيث اعتبر الشعب الأزوادي تلك الخطوة محاولة جديدة لإهدار دماء شهدائه وتضحياته و مكتسبات ثورته من اجل العودة إلى المربع الأول المتمثل في اللامركزية التي كانت تسوية مؤقتة للصراع الأزوادي المالي في مرحلة التسعينيات وقد ثبت فشلها بشهادة النظام المالي والمجتمع الدولي. وهذا ما جعل وفد المجتمع المدني الأزوادي المشارك في جلسات الاستماع وتقديم المشورة (حضرها المجتمعين المدنيين الأزوادي والمالي) يعبر عن استيائه للطريقة القسرية التي يقرر بها مصير الشعب الأزوادي بالجزائر دون الأخذ بأبسط حقوقه المشروعة، مؤكدا من خلال توصياته التي قدمها
للوسيط الجزائري بأن الحل الأمثل للصراع الأزوادي المالي وضمان تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء يبقى الاستقلال والاعتراف بالدولة الأزوادية المعلنة في السادس من ابريل 2012. ومن هذا المنطلق شهدت معظم المدن الأزوادية (كيدال، بيير، تن ظواتن، إن خليل، اجلهوك أنفيف فيوتا) اليوم خروج مظاهرات شعبية عارمة ترفع شعارات منها ” الانفصال هو الحل الوحيد “، ” لا لبيع طموحات وحرية الشعب الأزوادي بثمن بخس بالجزائر). هكذا عبر الشارع الأزوادي عن تمسكه بمطالبه المشروعة في حق تقرير المصير وفقا لقوانين الأمم المتحدة وتطبيقا لمبدأ الديمقراطية حكم الشعب بنفسه واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة. بينما تخطط أمور أخرى في الجزائر مخالفا لذالك تماما، بل حتى وفد الحركة الوطنية الأزوادية بالجزائر الذي عرض الاخذ بالنظام الفيدرالي كحل وسط، يواجه انتقادات لاذعة وتحذيرات شديدة اللهجة من الشارع الأزوادي، تصل إلى درجة التهديد بعدم الاعتراف به وبأي اتفاق لايضمن تلبية حقوق الشعب الأزوادي في العيش الكريم في أرضه وادارة نفسه بنفسه. وفي ظل هذا الوضع، أصبحت الوساطة الجزائرية في مرحلة جدآ معقدة، ويصعب التكهن بمستقبلها، لكن هناك عدة سيناريوهات وهي السيناريو الأول والأفضل أن يأخذ المجتمع الدولي والوسيط الجزائري في عين الاعتبار رسالة الشعب الأزوادي المنتفض ويقنع حكومة بماكو ببدء المفاوضات المباشرة بين طرفي الصراع بمناقشة الوضع القانوني للإقليم، ثم بقية الملفات ، ويتم التوصل إلى حل وسط يضمن حقوق الجميع(الحكم الذاتي الموسع لأزواد وقدسية الحدود الموروثة عن الاستعمار) ويحقق ريادة اقليمية للجزائر ويحافظ على امنها الوطني ومصالحها في المنطقة. السيناريو الثاني والمتوقع أن يتدخل المجتمع الدولي ليضغط على جميع الأطراف(الوسيط، طرفي الصراع) وفرض تسوية سياسية لاتلبي طموحات أحد، بل تكون مجرد تسوية مؤقتة، لكي يروج لها حول العالم بأنه حقق سلاما في الساحل. – السيناريو الثالث: أن يستمر موقف الوسيط على ما هو عليه، وأن يتمسك طرفي الصراع بمواقفهما، فتتعثر المفاوضات ويسحب الملف نهائيا من الجزائر، وتتولى فرنسا المفاوضات او تتجدد المواجهات العسكرية بين أزواد والنظام المالي.
أحمد أغ خنتا ” ناشط سياسي