من سيطفئ دموع اطفال ازواد واييار

من سيطفئ دموع اطفال ازواد واييار

321586 2045105526990 1005985519 nتقول معظم التقارير الميدانية ان هناك اكثر من 800 الف طفل ازوادي مهددون بالموت نتيجة الاحداث الدائرة بين الحركة الوطنية لتحرير ازواد والحكومة المالية منذو يناير 2012 وانتشار الجماعات الارهابية المخابراتية في الاقليم.

في هذه الظروف التي ارتفعت فيها وتيرة الاحداث بين ثوار ازواد والحكومة المالية, يعيش اطفال ازواد اوقات صعبة وقاسية في ظل صمت عالمي واقليمي مخزي مريب. في هذه الاثناء قامت دولة الجنرالات الجزائرية بغلق حدودها منذو 14 يناير 2013 مع دولة ازواد المعلنة من طرف واحد منذو السادس من ابريل 2012 كما التحقت ليبيا

بسفينة الغلق تلك مع دول الجوار وذلك يوم 16 ديسمبر 2013 خشية تدفق اللاجئين عبر حدودها الجنوبية.

 

يحصل هذا التأمر على شعب ازواد وايار(النيجر) في الوقت الذي ترسل فيه ليبيا والجزائر والمغرب مساعدات لوجستية تقدر بمليارات الدلارات الى كلا من سوريا وفلسطين بالاضافة الى الاف الاطنان من الدواء والغذاء. اما احفاد طارق بن زياد وموسى بن تاشفين الامازيغ الذين كان لهم الفضل في رفع راية الاسلام في الاندلس وفي اعماق ادغال افريقيا فجزاءهم هو غلق الحدود امامهم وتجويعهم حتى الموت! بل يتعدى حجم تأمر هذه الدول ليصل الى اقصى حدوده بدعم الجيش المالي ماديا ولوجستيا بأموال طائلة من اجل قمع تمرد الطوارق. ليبيا وحدها ساهمت بمبلغ مالي يقدر ب 10 ملايين دولار , والمغرب ب 5 ملايين دولار اما الجزائر اكتفت حتى الان بفتح مجالها الجوي للطيران الفرنسي وامام الجيوش الافريقية بالاضافة الى الدعم المخابراتي.

يأتي دعم هذه الدول لمالي بحجة محاربة الارهاب لكن الغاية الحقيقية منه هو قمع تمرد الطوارق وارغامهم بالتنازل عن فكرة الاستقلال.

حيث يرى جل الخبراء ان الضغوطات التي تمارسها دول الطوق (ليبيا الجزئر والمغرب) على الطوارق, لم تأت محض الصدفة بل هي جزء من سياسة قديمة التي تفرضها هذه الدول على الطوارق حتى لا يكون لهم كيان مستقل في صحراءهم الكبرى.

اذا غلق حدود دولة الجنرالات الجزائرية امام اللاجئين الازواديون ليس خوفا من تسلل الجماعات الارهابية التي يقودها قادة مخابراتها السرية امثال مختار بالمختار (بن لعور ) عبد المالك دروكدال وعبد الحميد ابو زيد والقائمة طويلة كما تريد دائما ان تسوق للعالم الخارجي, بل يأتي هذا الغلق المخزي في اطار سياسة الجزائر القهرية تجاه امازيغ ازواد كي تزيد اوضاعهم سوءا املا في ان يتراجعوا عن مشرع الانفصال عن دولة مالي! لكن يبدو جليا ان الازواديون اكثر اصرارا وايمانا بقضيتهم اكثر من اي وقت مضى وان الوحدة مع مالي اصبح جزء من قصص الجدات.

من المعلوم ان اقليم ازواد وايار (النيجر) يعتمدا اقتصاديا وتجاريا اعتماد شبه كلي على مصادر الدولة الجزائرية منذو الزواج القسري المشؤوم مع الدولة المالية والنيجرية عام 1963م ما يمنح الازواديون و الاياريون عذرا كافيا في حق الانفصال عن دولة مالي والنيجر العنصريتين التي قدمتهما فرنسا ككبش فداء بعد خروجها من القارة السمراء.

يتواصل هذا التأمر ضد اطفال تينيري بأشكاله المختلفة في ظل غياب وتكالب اقليمي دولي على هذه البقعة الخاصة من العالم وعلى شعبها الذي نال نصيبه الكافي من التنكيل والاستبداد ما يقارب نصف قرن وهو يطارد سراب الحرية والكرامة الانسانية.

صمت الاشقاء ايموهاغ في الجزائر وليبيا!!

لك ان تتخيل اخي القارئي مدى قسوة الظروف والطبيعة التي يعيشها هولاء الاطفال في ظل الاحداث المتفاقمة المتسارعة في هذا الجزء من العالم من ابسط الخدمات ومتطلبات الحياة اليومية.

تحدثت عبر هاتف الاقمار الصناعية (الثريا) لبضعة دقائق مع احد الامهات اللائي يقطن منطقة تينزواتين الازوادية التؤم لتينزواتين الجزائرية وتدعى هذه السيدة لالة.

لالة ذات خمسة اطفال ابنتين وثلاثة اولاد اعمارهم تتراوح ما بين الثالثة والسادسة عشر, والدهم استشهد حديثا في احد معارك التحرير في منطقة لم يتسنى لي الوقت معرفتها نظرا لرداءة الصوت وعدم معرفتي الجيدة بأسماء المنطقة.

حدثتني لالة بنبرة صوة هزيلة خافتة عن سوء ظروفها المعيشية الضنكة هي وبقية الامهات الاخريا في منطقة ازواد وعن مدى تواطئي السلطات الجزائرية مع الدولة المالية, حيث تمنع السلطات الجزائرية دخول اي نوع من السلع التموينية مهما كانت نوعيتها وكميتها خلف حدودها الازوادية اللهم المهرب منها. حيث يعد تهريب رغيف الخبز من محلات تينزوتين الجزائرية جريمة كبرى يعاقب عليها صاحبها بالسجن واحيانا بالضرب والشتم من قبل الدرك الجزائري.

” حياتنا هنا على كفي عفريت, لا ماء صالحة لشرب ولا أكل نحن ننزف موتا… اطفالنا هنا يموتون يوميا من قسوة الجوع ونتيجة انتشار الامراض التي تصطادهم واحد تلوى الاخر امام حدقات امهاتهن اللائي لا يملكن سوى التضرع والدعاء لخالق الارض والسماء” وتواصل لالة متساءلة ” … اين العالم الاسلامي حيال ما يحصل لنا هنا, لماذا تعاملنا دولة الجزائر بهذه القسوة وتفرض علينا هذا الحصار الجائر, هل هولاء حقا مسلمون؟.. هل نسى الشعب الجزائري وقوفنا المستميت ايام الثورة الجزائرية … ثم اين ايموهاغ الجزائر حيال ما تمارسه علينا حكومتهم من تضييق وحصار … اين سكان اهقار اين الامازيغ؟ … لماذا تسمح السلطات الجزائرية لجرحى الارهابين من التوحيد والجهاد وجماعة انصار الدين بالعلاج في مستشفياتها في حين تحرم اطفالنا من كسرة خبز و…”؟ … انقطع الاتصال..

بهذه الاسئلة وبنبرة صوت ركيكة ختمت لالة رسالتها الموجهة الى العالم والى اشقاءها في الدول المجاورة على امل ان تجد تساءلاتها تلك سبيلا في انهاء مأساتها ومأساة الاف من اطفال ازواد.26132 1275629850579 7636102 n

بقلم امشاروج: أكلي شكا

تعليقات (0)
إغلاق