من غرائب هذا العالم أن يتخذك أخوك خصما …

من غرائب هذا العالم أن يتخذك أخوك خصما  …

من غرائب هذا العالم أن يتخذك أخوك خصما يحاربك بسبب أو بدون سبب…وقد اندهش أكثر الأزواديين مستغربين من الإعلام الجزائري المنحاز الذي لا يختلف كثيرا عن إعلام باماكو!!
ففي كل مرة نجد هراء باماكو منسوجا بأيد جزائرية محترفة…وفي كلّ مرة نجد هرتقة باماكو مروية بنكهة جزائرية خالصة…وكأن الناطق الرّسمي لتماسيح باماكو هذه الأيام هو مرتزقة من صحافة الجزائر…وقد عوّدنا إعلامُ الجزائر على النّقل المباشر الذي يتبنّى وجهة نظر مالي ببعض الزيادات المدسوسة بين السّطور… وفي كل يوم ومنذ بداية الأحداث تعودنا على أن نجد في المطبخ الصحفي الجزائري خليطا من السموم المتبّلة بالإفك الممزوجة بلعاب تماسيح باماكو ودُموعها..وذلك في محاولات بائسة متكرّرة لإدخال الجزائر وأمريكا في لعبة مالي القذرة!..بحجج واهية وحيل غبية مكشوفة حتى لأغبياء العالم فضلا عن عقلائه!..

فأحيانا تكون حجّتهم تسمية إياد للواء الذي يقوده:(أنصار الدين)!وأحيانا تكون حجتهم وجود أصحاب اللحى بين صفوف المقاتلين الأزواديين!..وأحيانا تكون حجّتهم أنّ جنود مالي قتلهم جيش التّحرير الوطني الأزوادي على الطريقة الأفغانية بدم بارد!. وأحيانا تكون حجّتهم أنّ المقاتلين الأزواديين يحاصرون القواعد المالية ويمنعون إمداد جيوش مالي المحاصر بالعتاد والمؤن! وأحيانا تكون حجّتهم أنّ انتخابات مالي على الأبواب ويجب قمع التّمرد قبل ذلك!.وأحيانا تكون حجّتُهم توحيد الأراضي المالية!-

إياد سمّى لواءه (أنصار الدين) ليكون خصما حقيقيا لحكومة باماكو..
لأنه يعتقد أنّ الدّين هو خصم مالي الوحيد في أزواد” من قبل ومن بعد”..والدّليل على ذلك أن جيوش مالي كانت ترعب الرّعاة والمدنيين  أزواديين العزّل في الشّمال قبل بدء العمليات العسكرية بزمن طويل..وكانت تتمركز فوق رؤوس الأزواديين بحجّة محاربة التّنظيمات “السائبة” التي يحميها نظامُ أتي تي!

جنود جيش التّحرير الوطني الأزوادي لديهم لحى نعم يا مرتزقة الصحافة المالية الجزائرية..ولكن ليس السّبب أبدا أنّهم من تنظيم القاعدة..بل السّبب هو أن الذكور في أزواد كلّهم أصحاب لحى!
– جنود باماكو الذين ما تُوا في أجلهوك وغيره…حكمهم هو حكم المحاربين..وقد ماتُوا كما يموت الجنود في المعارك…إلا أنّ مالي لم تدفنهم بل أوثقتهم وذبحتهم ومثّلت بجثثهم وصوّرتهم ودمجت صورهم مع صور
قتلى حركة بوكو حرام الذين صوّرتهم الصّحافة العالمية في مذابح مشهودة وموثقة لتدعمها فرنسا وأمريكا!.
– إذا كانت قواعد مالي التي يحاصرها الثوار الأزواديون لا يقطنها إلا المدنيين العزل فلم تنطلق منها الصّواريخ باتّجاه الجيش الوطني الأزوادي..ولماذا لا يرفع هاؤلاء المدنيون الراياتِ البيضاءَ ويخرجوا إلى
السّاحات مستسلمين ليتمّ إجلاؤهم كما تمّ إجلاءُ من سبقهم من المدنيين الذين تكرّم جيش التّحرير الوطني الأزوادي بالسّماح لهم بالعبور والمرور
للخروج من ساحات القتال؟
– إذا كانت مالي تريد إجراء الإنتخابات في موعدها بدون أن تسمع “طلقة واحدة” كما تزعم فعليها سحب جنودها من أزواد قبل موعد الإنتخابات..وإذا أرادت من جيش التّحرير الوطني الأزوادي مساعدتها على
ذلك..فعليها أن تعلن مساعدتها للشّعب الأزوادي على تقرير مصيره..ووقوفها معه في محنته بدلا من قتله وتشريده!
– من كانت حجّته في التّدخل بين حكومة جنوب مالي وجيش التّحرير الوطني الأزوادي هي “توحيد الأراضي المالية” فليعلم أنّ هذه الوحدة التي يدعمها لا يعقل أن يكون شرطها الدائم هو حكم الجنوبيين الدائم لجميع
البلاد…بل يجب أن يكون شرطها هو أن يحكمها الأزواديون هذه المرّة!.وإلا فليحكم كلُّ شعب بلاده!
مع جزيل الشكر

بقلم / محمد الأنصاري شاعر كل إيزجت التنبكتيين

تعليقات (0)
إغلاق