نداء الروائي الليبي إبراهيم الكوني حول المجازر في أزواد
ها هي الكارثة الإنسانية التي حذرنا منها في ندائنا الموجه إلى الأمين العام لمحفل الأمم المتحدة في بدايات تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بشأن الغزو المزمع للصحراء الكبرى تقع بحذافيرها من قبل فرنسا الاستعمارية وحليفاتها، وها هي المذابح ترتكب في حق سكان أزواد الأبرياء العزل بحد سكين العنصرية الأسود كما توقعنا في ذلك النداء حرفياً مستعيرة روح الانتقام ذاته المستخدم في مذابح عام 1963 و1992 مع فارق مخجل في التجربة الجديدة سيكون وصمة عار في جبين المجتمع
الدولي إلى الأبد، لأن مذابح الماضي إذا كانت قد حدثت ترجمة لروح الحقد الأسود ضد الإنسان الأبيض فإن مذابح اليوم إنما تحدث بمؤامرة عالمية على شعب أزواد متوجة بترسانة فرنسا وأميركا وبريطانيا الحربية مدعومة فوق هذا بفرمان رسمي من منظمة الأمم المتحدة: وهو إجماع تم تحت ذريعة هي موضة هذه الأيام وهي محاربة الارهاب كان أهل المكان له ضحية استزرعته دول مجاورة لخنق هوية عرقية وثقافية تراها خطراً على نفسها ليجد شعب الطوارق الأبي وحلفاؤهم من القبائل العربية أنفسهم بين مطرقة الحكومات الإفريقية الدكتاتورية في الجنوب وسندان الشوفينية العروبية في الشمال.وقد نوهنا في ندائنا السابق بأن بعبع القاعدة أشباح سوف تتبخر عند أول مواجهة، وسيبقى العزل قرباناً سهل المنال لسكين العنصرية الأسود المدعوم بترسانة فرنسا الحربية وجحافل جيشها الغازي. وهو ما يعني أن المذابح التي ترتكب أمام العالم اليوم هي مذابح تطهير عرقي تقوم بها فرنسا الاستعمارية فعلياً! وعلى المجتمع الدولي أن يحملها كامل المسئولية إذا شاء هذا المجتمع أن يبرر تغنيه بحقوق الإنسان وإذا شاء أن يلبي نداء الضمير بشأن ما يحدث