هل تدرك الحركة الوطنية لتحرير أزواد رسالة اشتباكات غاوو الأخيرة

هل تدرك الحركة الوطنية لتحرير أزواد رسالة اشتباكات غاوو الأخيرة

1هل تدرك الحركة الوطنية لتحرير أزواد “رسالة” اشتباكات قاو الأخيرة؟
مرة أخرى تثبت الآلة العسكرية للجماعات السلفية شمال مالي قدرتها على إرباك الوضع وتغييره جذريا وعلى نحو مدمر.ففي أقل من يومين استطاع مسلحي أنصار الدين وحلفائهم من القاعدة صياغة توازنات عسكرية جديدة وفرضها على شبه اقليم أزواد
المتنازع وسط تقهقر لقوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد وسط تلويح بإعادة الكرة.ولعل تسارع الأحداث وقوة المجابهات بين الأطراف المسلحة التي خاضت حروب مدن وشوارع وسط قاو ثم سريعا إلى منطقة مطار تمبكتو؛ حيث أجبرت حامية الحركة الوطنية على ترك مواقعها وغيرها من التطورات المتلاحقة التي أربكت المشهد وكشفت الوجه الحقيقي لجماعة أنصار الدين كشريك إستراتيجي للحركة الوطنية.ولاشك أن الأحداث الأخيرة ستبقى مثار خيبة أمل كبيرة لقادة الحركة الوطنية الذين كثيرا ما تطلعوا لمساندة أنصار الدين في مواجهة خطر القاعدة كشوكة في حلق أزواد.ورغم التقهقر الإستراتيجي للحركة الوطنية لتحرير أزواد وجلاء وحداتها العسكرية من نقاط تمركزها وسط قاو أو في محيط منطقة مطار تمبكتو وغيرها من المناطق الحيوية التي كانت تخضع لسيطرتها إلا أن حصيلة الاشتباكات الأخيرة كانت عملا إستشرافيا.
ودون أن تبذل الهيئة السياسية بالمجلس الانتقالي الأخير جهدا في سبيل حشد الدعم الدولي؛ الذي تنكر لإعلان الدولة الأزوادية؛ هاهي الحركة الوطنية تثبت للعالم براءتها من أي شراكة سياسية أو عسكرية أو إستخباراتية مع تنظيم القاعدة أو أي من فروعه في شبه المنطقة.وتشكل حصيلة الضحايا من جانب الحركة الوطنية خسارة كبيرة في صفوف حركة مسلحة خرجت لتوها من مواجهات واسعة النطاق ضد جيش نظامي كامل العتاد والتجهيز.إلا انه من الهم أن يدرك قادة الحركة الوطنية قيمة وضعهم الإستراتيجي الحالي ودوره في إعادة صياغة المواقف الدولية من تطلعات شعب أزواد وقادة جناحه المسلح.ذلك أن المعارك الأخيرة وإن جاءت في سياق شبه غامض إلا أنها كانت حدثا دبلوماسيا بامتياز؛ حيث خلقت إنقجارا في الإقليم يسكون له ما بعده داخل الدوائر الدولية التي ترقب بحذر الوضع الأمني السائل  وسط إحجام عن تقديم حلول على الأرض.كما سيشكل موقف الحركة الوطنية الذي أفرزته تعقيدات المشهد العسكري على أرض ضربة قوية لموقع الحكومة المالية التي تنظر للشمال على انه بؤرة جحيم مفرداتها المخدرات والتهريب والإرهاب.
قد لا ينضج الرأي الدولي سريعا بشان وصفة سحرية لتجاوز الوضع المحتقن بالشمال بسبب العقدة الدستورية بالجنوب؛ لكن يبقى على الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن تثبت جديتها في  مجابهة كل مظاهر تسلح القاعدة؛ ما قد يسهم في فك شفرة عقدة الغرب الذي ينظر لمستقبل المنطقة من زاوية رهائنه لدى ملشيات القاعدة وإمكانات وضع حد نهائي لتهديداتها في المستقبل المنظور.

بقلم / الرجل بن عمر .. صحفي ومنسق فعاليات ثقافية وشبابية .. ومنسق برنامج شباب من أجل التغير الأقليمي

خريج جامعة نواكشوط ومساهم في عدة دورات متخصصة

 

 

 

 

تعليقات (0)
إغلاق