هل نحن إرهابيون

هل نحن إرهابيون

محمدلقد اشتدت الحملة على الإسلام في السنوات الماضية وخاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 م. باعتباره دينا يحض على الإرهاب والكراهية وإقصاء الآخرين، وأن المسلمين إرهابيون قتلة.فقادت الولاية المتحدة هذه الحملة تحت مظلة مكافحة الإرهاب الذي تمثل لديها في معظم الجمعيات الإسلامية ، وكذلك في المنظمات التي تقاوم الاحتلال بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين عرفوا بنشاطهم في مكافحة التوجه الاحتلالي الأمريكي.و لكن الذي يعرف الإسلام حق معرفة يدرك بداهة أنه دين يتسامى عن كل الأعمال التخريبية مهما كانت وفي أي مكان كانت، ونحن عندما نقرأ قوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الأنبياء:106.نعرف أن خلق الرحمة من أساسيات الدين الإسلامي، وهذه الرحمة لكل الناس مهما كانت ديانتهم وألوانهم.وآيات القرآن الكريم التي تحدّثت عن رحمة الإسلام بأتباعه وبسواهم كثيرة، منها قوله تعالى فبما رحمة من الله لنتَ لهم. آل عمران 159.وقوله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص

عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم التوبة 128.ونجد ذلك في أحاديث رسول اللهr كثيرا منها قوله إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين الترمذي. وقوله كذلك يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا البخاري.ونجد ذلك أيضا في آثار السلف أنظر إلى الخليفة أبوبكررضي الله عنه ماذا قال حين ودع جيش أسامة قائد أول جيش حارب بعد وفاة رسول الله  صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.ويقول الدكتور محمد زقزوق وزير الأوقاف المصري: “إن الدعوة إلى الإسلام تقوم على الإقناع بالحكمة والموعظة والجدال بالحسنى لا على الإكراه والإرغام، كما أمر الإسلام بالعدل والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، والإفساد في الأرض، ودعا إلى مقابلة السيئة بالحسنة” ثم قال: “من كل ذلك يتضح الطابع السلمي للإسلام، فليس هناك في هذا الدين مكان للعنف والتشدد، أو التعصب والتطرف أو القهر والإرهاب وترويع الآمنين، أو الاعتداء على حياتهم وممتلكاتهم، فمقاصد الشريعة الإسلامية تتمثل في حماية الحقوق الأساسية للإنسان، وبصفة خاصة حماية حياته ودينه وعقله وأسرته وممتلكاته.وهذا المعنى أكده الشيخ عبد الله السالمي وزير الأوقاف العماني بقوله”إن الإسلام دين أمن وسلام ومحبة وتعاون، وهو بريء من دعاوى العنف والتطرف والتعصب” .وفي هذا السياق يؤكد الدكتور عبد الله التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي: “أن الإسلام دين الرحمة والعدالة والتكريم لأصل الإنسان وأنه يشرع الجهاد للدفاع عن المستضعفين ونصرة المظلومين وإقامة العدل والحق، وإنه في الوقت ذاته يقف في وجه الظلم والعدوان والإرهاب بقوة وحزم، وإنه دين يصون الحقوق ويوزع العدالة بين الناس بالقسطاس المستقيم.إن الإسلام كما هو معروف كرم الإنسان بصفة عامة بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه، فالله تعالى يقول (ولقد كرمنا بني آدم) كما أنه في الوقت نفسه عصم الدماء والأموال والأعراض، وهذا مؤكد في قوله في حجة الوداع يا أيها الناس إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كما أن الإسلام دعا جميع البشرية أن تدخل السلم كافة لكي يشمل الأرض ويستقر الأمن وتسير الحياة كما يرام، قال تعالى(ادخلوا في السلم كافة).ومن هنا نفهم أن الإسلام لا يمكن اتهامه بالإرهاب والمسلمين كذلك، وإن كان بعض المنتسبين له يمارس بعض الأعمال العنفية بدعوى الجهاد، فإنها قطعا ليست محسوبة على الإسلام و ليست من الجهاد من شيء  بل هي أفعال تخريبية هم مسئولون عنها كأفراد، وهو أمر يقع في كل البلاد، وليس في بلاد المسلمين وحدها.لأن الجهاد يتميز بوضوح هدفه، ووضوح وسائله، والتزامه بأحكام الشرع ومكارم الأخلاق التي جاء بها الإسلام: قبل القتال وأثناءه وبعده.فالجهاد يستخدم القوة في موضعها وفي أوانها، وبمنطق يحترم آدمية الإنسان ويراعي الحق والعدل والمساواة، كما قلنا آنفا.وأؤكد أيضا في نهاية هذا المقال على أن الإسلام بريء من تهمة الإرهاب، وأن المسلمون بالتالي بريئون منها، وأن كلما تروّجه أجهزة الإعلام الأمريكية بصورة خاصة والغربية بصورة عامة، إنما يهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وإيجاد مبررات للضغط عليهم لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية ودينية كذلك.كما أود التأكيد على أن المقاومة المشروعة لا تعد إرهابا ، هي حق مشروع لكل الأمم و الشعوب ، ومن هنا فإن المقاومة في كل بلد مسلم يقع تحت الاحتلال ، مثل: فلسطين و أفغانستان و العراق و الصومال وغيرها، مطلب مشروع وواجب ، ولا يعد بأي حال من الأحوال إرهاباً.

 

 الكاتب/  محمد أكمادي
باحث و ناشط سياسي أزوادي

تعليقات (0)
إغلاق