كلمة الأستاذ عادل بن محمود بن الشيخ بمناسبة انطلاق المبادرة الموريتانية لدعم الشعب الأزوادي IMAPA

بعد تقديم وفد الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA)، وبعد التحية والشكر الجزيل إلى أصحاب المبادرة الموريتانية لدعم الشعب الأزوادي IMAPA،
أيها الإخوة الأعزاء، أيها الحضور الكريم
بالأمس القريب احتفلت حركتنا المجيدة الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) بتخليد الذكرى الأولى لإعلان استقلال أزواد يوم 06/04/2012، وها نحن اليوم نلتقي بإخوة موريتانيين لإعلان مساندتهم اللامشروطة لشرعية قضية أزواد المتمثلة في مشروعه الوطني الذي تتبناه الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) وتدافع عنه بالنفس
والنفيس رغم كل التحديات قديما وحديثا من الداخل والخارج حتى ينتصر الحق على الباطل وسينتصر الحق لا محالة في المستقبل القريب بحول الله تعالى.
أيها الأخوة الأعزاء، أيها الحضور الكريم، طالما دفعت الأطماع النفسية والأغراض السياسية الملتوية بعض أشخاص من أزواد، ومع قلتهم فهم ما بين متحايل حاسد ، أو متكايد حاقد، لأطماع ارتزاقية واستراتيجية مشبوهة تعاونا بالإثم والعدوان مع خصوم أزواد في آن واحد ! فلا التحايل بالحيل الماكرة تعطي وتوجد تاريخا مجيدا من العدم أو على الأقل تغير المعالم الأرضية في أزواد، ولا التكايد المتكرر مع الخصوم يجدي شيئا في توقيف مسار أزواد عن نضاله التحرري الوطني المجيد حتى بلوغ هدفه المنشود بإذن الله تعالى.
لأن أزواد منطلق من شيء صحيح ولا بد له من الوصول إلى شيء صحيح، فيه يتحقق مطلبه الأساسي وبكامل مبتغاه، لأن من انطلق من شيء ؛ وصل حقيقة إلى شيء، ومن انطلق من لا شيء، وصل إلى لا شيء … وهذه قاعدة صحيحة ودائمة في علم التوحيد الإلهي الأعلى، وكذلك تنطبق على واقع جميع المخلوقات عدما وإيجادا ومعنى وحسا ووهما وخيالا، إذ المعدوم شرعا كالمعدوم حسا.. فهؤلاء المتاجرون بالمواقف الأزوادية النبيلة، والانتهازيون لكل حيلة، وجميع المعارضين بصفة مباشرة أو غير مباشرة، باسم الجهوية العمياء الساقطة أو باسم الحمية الجاهلية، فبئست الحمية وبئست المعاشرة، فهم جميعا على شكلين، إما أنهم يشعرون بمرارة بأن لا مكانة لهم إطلاقا في أزواد، ولا تاريخ ولا مجد يعتزون به، وإما أن يشعر بعضهم بأن أسلافهم ضيعوا الأمانة في قضية أزواد بثمن بخس، فأورثوهم وصمة العار .. ولعدم قدرتهم من التغلب على أخطاء الماضي والتكيف مع حقائق الحاضر لإصلاح ما فسد، من أجل بناء مستقبل زاهر موحد، تكالب الصنفان إذن واتحد، على الخيانة والوشاية والحقد والحسد، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا حجر عثار ظاهرا وخفية في آخر كل مطاف في طريق النضال التحرري الوطني، للشعب الأزوادي الشهم الأبي.
وقديما قيل بأن قليل العداوة يضر، لكن هؤلاء لم يعودوا يضرون إلا أنفسهم لأنهم أصبحوا باختيارهم في مزبلة التاريخ !!! علما بأن هناك من يتخبطون ويحاولون أن يتخلصوا من العار، وهم لا يستطيعون أبدا حتى يتخلصوا أولا من ذلك المرض السابق بعلاج صحيح حاسم لآثار ذلك المرض المزمن الفتاك من جذوره، وإلا فسيبقون في تخبطهم في مزبلة التاريخ مثل الآخرين سواء بسواء في كل زمان ومكان، ويرسفون معا في قيود المذلة النفسية والهوان .. فهذه مصيبة يجب تجاوزها بالحكمة والتأني وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولكن النصر المبين لأزواد آت لا محالة، وإن الصبح لناظره قريب، قال تعالى : «إن رحمة الله قريب من المحسنين» صدق الله العظيم.
ولذلك نناشد أبناءهم وأبناء إخوتهم وأخواتهم وأبناء بني عمومتهم بكل إخلاص من هذا الجيل الواعي خاصة ومن الجيل القادم أن يقوموا على ساق الجد، للتغلب على هذا المرض المزمن الفتاك الذي طالما اصطادهم، والذي يشعرون به فعلا حولهم، فإن القرباء ذوي الأرحام إذا كابد أحدهم مرضا معديا، فإنهم يؤمرون طبيا بالابتعاد عنه خوفا من العدوى، وذلك لينقذوا أنفسهم أولا، وليجتهدوا في طلب الدواء لعلاج مريضهم ثانيا ولولا الغفلة في كثير من الناس عن حقائق الأمور، لأدركوا بأن معالجة الأمراض النفسية أولى وأولى وآكد وجوبا من معالجة الأمراض الجسمية، وأن غير هذا من العلاج ليس من المعقول، ولا في شيء من المنقول. فإن لم يفعلوا ذلك ولم يطلبوا العلاج كذلك، فقد ضيعوا الفرص بعد الفرص وكانوا مشتركين في الإثم والعار، وكانوا وارثين لذلك المرض أيضا بلا شعور ولا شعار.
وعلى كل حال، فإن الاعتراف بالحقائق التاريخية الأزوادية والمصيرية الشرعية المحقة، والتكيف معها أسلوبا وسلوكا هو الموقف السليم، بالفضل والشهامة، وهو المجد الصميم، بالعزة والكرامة، ذلك المجد الغالي، في الأيام والليالي، الذي هو عند أبناء أزواد الحقيقيين أغلى من البترول والماس، كما أن مصير أزواد سائر وسائر حتما في سبيل “الوحدة والعدالة والحرية” لا رجعة فيه ولا مساس.
وكلما حاول المعارضون عرقلة هذا العمل، أحبطهم سوء الأمل، وباؤوا بالفشل، وبهتوا في الخجل فإن أصحاب الباطل دائما يرون الحق باطلا ويرون باطلهم حقا حينما يرى أهل الحق الحق حقا والباطل باطلا، فإن للباطل جولة فيضمحل، وإن للحق صولة فيستقل.
وكل هذا الصراع إنما هو بين دوافع الحق عند أهل الحق وبين دوافع الباطل عند أهل الباطل، فإن كان أهل الباطل لا يبالون، وعلى أي أرضية يقفون، فجدير ثم جدير بأهل الحق أن لا يبالوا وهم واقفون ثابتون على أرضية الحق بالتاريخ والشرعية بل والأحقية، أن يسيروا وهم كذلك في المضي قدما في سبيل إحقاق الحق وإبطال الباطل وإقامة العدل لإعطاء كل ذي حق حقه والسهر على الإصلاح بكل معانيه، وقديما قيل: “كل من سار على الدرب وصل”.. “ولابد من طلوع الفجر ولو طال الليل”. وهكذا فلا بد من بزوغ شمس “الوحدة والعدالة والحرية” أن تطل على أزواد، بالوفاء والإخاء والازدهار، وبالعلم والمعرفة والأمن والاستقرار، في ظل العدل والاستقامة والرشاد، بإذن الله تعالى رب البلاد والعباد.
فإن القاعدة الشعبية الأزوادية من طوارق وعرب وصونغاي وإيفلان تساند حركتها التحررية (الحركة الوطنية لتحرير أزواد MNLA) لأنها الوحيدة التي تدافع عن أسمى طموحاتها وهو الحرية التامة على أرض أجدادها الميامين، الذين ناضلوا أيضا بالنفس والنفيس من أجل هذه الحرية في كل الميادين.
فأزواد ليس إرثا ولا ملكا لأي شخص كان، وإنما هو وطن واحد، لشعب واحد، في مصير واحد، ولكن ثم لكن بحقيقة تاريخه الزاهر، في صفحاته النيرة الجليلة، بالمجد الشامخ العريق، بلا وكالة وبلا بديل، ومن شعبه الساهر، على خصوصياته الثابتة الأصيلة، والغيور ثم الغيور على تراثه الغني الأنيق، جيلا بعد جيل.
أيها الإخوة الأعزاء والحضور الكريم، إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) على المنهجية الإيجابية تضع أمامها برنامجا ثقيلا يتضمن الخطوط العريضة التي تعتزم على التجاوز عن مصاعبها في العمل الدؤوب، وبالموضوعية الواعية وهي :
1- في مجال تاريخ قطر أزواد .2- في المجال القانوني والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان كاملة، 3- في مجال التربية والإرشاد، 4- في مجال العلاقات الودية والأخوية مع الدول والمنظمات الخيرية التي تهتم بقضية أزواد على المستوى اللائق، 5- في مجال حماية وحدة شعب أزواد دينيا واجتماعيا وثقافيا، 6- في مجال حق تقرير مصيره اللازم، 7- في مجال إثبات الحجة القاطعة على كل من يقوم بإثارة الفتنة والفوضى والكراهية وبعراقيل أخرى لإعاقة ثورة أزواد أو المتاجرة بها أو الإساءة بسمعتها. ذلك للمثابرة في السير، في طريق منع الشر بالخير، ولمتابعة جهودها الرامية، إلى تحقيق أهدافها السامية، وهي بالإجمال: 1-حماية وحدة المجتمع الأزوادي أينما كان، 2-حماية دينه الإسلامي الحنيف بلا عنف ولا تطرف، 3-حماية تاريخ أزواد في أصالته وكيانه المجيد، 4-متابعة الحركة لنضالها التحرري الوطني بما يكفله حق تقرير المصير، إلى تمام الغاية المنشودة، 5- سد منافذ التلصص وقطع وسائل الانتهازية والأطماع المتهورة الجشعة التي تغذي الفتنة والكراهية والتفرقة على حساب براءة الشعب الذي طالما عانى وسقط ضحية لأغراض شخصية أو لمجموعة إرهابية أو أخرى خارجة عن القانون، 6-وأخيرا العمل الجاد في الحفاظ على حياة مجتمع أزوادي سليم سلمي متماسك، يعيش بعدل صارم، وأمن حقيقي، واستقرار راسخ، وسلام صحيح ودائم.
نعم “للوحدة والعدالة والحرية” شعارا واضحا لحركتنا الوطنية المجيدة،
لا وألف لا للتفرقة والتجزئة والعنصرية لأخذ الرشوة من العدو على حساب الأبرياء ولبيع دم الشهداء الأبرار باسم النعرة العرقية الضيقة الحمقاء، نعم من أزواد للوحدة المغاربية التاريخية الصحيحة،
لا ثم لا للوحشية والهمجية والكراهية البائسة أيا كان مصدرها،
لا لبيع الضمائر، لا لبيع العروبة – التي قد يتشدق بها من ليس منها أصلا ويقوم بإضرارها أكثر من نفعها – لا وألف لا لتغطية الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات باسم القومية العربية مرة أخرى أو باسم الإسلام مرة ثانية، مع أن الواقع المشهود يكذب دائما حلاوة الكلام السافر، لأن لسان الحال، أصدق من لسان المقال.
عاشت الوحدة، عاشت العدالة، عاشت الحرية، وعاشت (الحركة الوطنية لتحرير أزواد MNLA)، عاش أزواد، وعاش أزواد، وعاشت موريتانيا الشقيقة، وعاش شعباهما جنبا إلى جنب كشعب واحد، وفي الأمن والاستقرار، والعزة والازدهار.
الأستاذ/ عادل محمود بن الشيخ محمد محمود بن الشريف ببكر الطاهر
رئيس مكتب الخلية الشعبية للحركة الوطنية لتحرير أزوادMNLA في الجمهورية الإسلامية الموريتانية نواكشوط