نبذة عن أزواد وموقعه ” ألأستراتيجي

بعض الدول منحتها الأقدار وجودا حسيا، وشهرة كبيرة، وفي المقابل توجد دول أخرى في الذاكرة، والضمائر، وتكتسح شهرة معنوية خارقة في منطقة اللاشعور، ودولة “أزواد” نموذج مثالي لهذا النوع من الدول، تلك الدول التي تقبع في القلوب، وتنقش على الذاكرة الخالدة.
لقد كانت دولة أزواد هي التي تسكن الأزواديين قبل المستعمرين، وبعدهم، حتى عند من يتعاملون مع دولة مالي لا يخفون هذا الشعور الأزاودي، والإحساس بتمزق الانتماء الوطني، صرحوا بذلك، أم لم يصرحوا، فما هي منطقة أزاود، وهل من أدوار تاريخية، واستراتيجية، وحضارية لها؟
تلك قليل من الأسئلة التي تطرحها اللحظة الراهنة، وسنحاول الإجابة عنها بإيجاز قد يكون مخلا.
1. التعريف الموجز:
أ‌. الموقع الجغرافي:
تحد أزواد موريتانيا شمالا، وشمال غرب، على طول حوالي 1837كلم، والجزائر حوالي1,376 كم، شرقا، وشمال شرق، والنيجر جنوب شرق، وبوركينا فاسو جنوبا، ومالي غربا، وتبلغ مساحته 845 ألف كيلومتر مربع.

السكان:
يتشكل المجتمع الأزوادي من قبائل طارقية، وعربية بالإضافة إلى مجموعات من السونغاي والفلان، جميع مكونات هذا الشعب كانت تعيش وفق نظام سياسي واجتماعي يراعي خصوصيات كل فئة ويتوافق مع أحكام الدين الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه الأزواديون منذ الفتوحات الإسلامية، وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة حول التعداد السكاني لمنطقة أزواد، فإن أغلب الإحصائيات يشير إلى أنهم يتجاوزون ثلاثة ملايين نسمة.
اللغات
يوجد في أزواد لغتان هما: الطارقية  والعربية، ولهجتان هما: لهجة الصونغاي، ولهجة الفلاتة.
الموقع الاستراتيجي:
بعد كل ما مضى سيصبح السؤال عن استراتيجية المنطقة غير مبرر، ويمكن استبداله ب: كيف يستثمر هذا الموقع الاستراتيجي الواعد؟
فالموارد الاقتصادية الغنية، والروافد البشرية، والمناجم الأثرية، والمناظر السياحية، والمخزون الثقافي الوافر، والموروث الأدبي الساحر…. إذا أضيف إلي كل هذا موقعها الجغرافي الخطير، وفصلها، ووصلها بين إفريقيا الشمالية،، والجنوبية السمراء … وتكالب الدول على إجراء اختباراتهم العسكرية في صحرائها الشاسعة، وما يقال من نشاط تنظيم القاعدة، والمخدرات برعاية بعض الدول . كل هذا يحول منطقة أزواد فعلا إلى فتاة متبرجة مغرية لكل عاشق، يسيل لعاب العالم عليها، وتسكن الشياطين أحداقها … ليست فقط موقعا استراتيجيا عاديا.

محمد أغ محمد