خدعة مايسمى بالحكم الذاتي ” في حالة ازواد

خدعة مايسمى بالحكم الذاتي ”  في حالة ازواد

خدعة ما يسمى بالحكم الذاتي” في حالة أزواد:
ليس هدفي هنا دراسة الحكم الذاتي دراسة قانونية، بل مناقشته بالنسبة لإقليم أزواد، ولكن يجب ان نعطي معلومات موجزة عنه، كي تتضح الأمور.
محمد بوبوش باحث في العلاقات الدولية، يفرق بين مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي العام، وفي القانون العام الداخلي، والأول حكم الإقليم نفسه، وهو عبارة عن : “صيغة قانونية لمفهوم سياسي يتضمن منح نوع من الاستقلال الذاتي للأقاليم المستعمرة لأنها أصبحت من الوجهتين السياسية والاقتصادية جديرة بأن تقف وحدها مع ممارسة الدولة المستعمرة السيادة عليها”، أما في القانون الداخلي ف”هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري، وبتعبير آخر هو نظام لا مركزي، مبني على أساس الاعتراف لإقليم مميز قومياً أو عرقيا داخل الدولة بالاستقلال في إدارة شؤونه تحت إشراف ورقابة السلطة المركزية. ولهذا فهو في نطاق القانون الداخلي أسلوب للحكم والإدارة في إطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة”، يكثر تطبيقه في الدول ذات الإثنيات، والقوميات المتصارعة كالعراق، والسودان، وإسبانيا …
هذا الأخير هو الذي تنادي به بعض الدول فيما يخص أزاود، وقد ينخدع بعض الناشطين الأزواديين ببريق تلك الكملة، وأنا باعتباري متابعا للشأن الأزوادي، لا ناشطا أزواديا أقول: لا أرى الحكم الذاتي حلا بتاتا، للبراهين التالية:
1. لا فرق بين اللامركزية، والحكم الذاتي:
قد رأينا في التعريق السابق أنه نوع من اللامركزية، وهذه هي المطبقة في مالي ـ لمن لا يعرف ـ منذ سنوات، ولم تحدث أي تغييرات تذكر، فكأن الحراك الأخير بهذا لم تكن نتيجته إلا إقرار شكل من الاستعمار كان موجودا سابقا، فأية صفقة مغبون هذه؟
2. فشل الحكم الذاتي تاريخيا:
أثبتت التجربة أن كل الأقاليم التي منحت “الحكم الذاتي” مقابل ترك المواجهات العسكرية لم تحقق الأهداف المرجوة، ولم تهدأ، فهي إما أقاليم واصلت في حراكها حتى نالت الاستقلال أخيرا كإريتريا، وجنوب السودان، وكوسوفو … وبين أقاليم ما زالت تطالب بالاستقلال رغم نيلها للحكم الذاتي ككردستان العراق، والصحراء الغربية….. فلن يكون إقليم أزاود أفضل حالا من هذه، ولن يحقق الحكم الذاتي شيئا يذكر، وستتواصل المعاناة، والمواجهات.
3. الشعب الأزوادي لا يريد سوى الاستقلال:
لو افترضنا أن المسؤولين في الحركة باعوا الثورة في حوانيت مالي، والمجتمع الدولي فإن الشعب سيوقظ ثورة عامرة جديدة، فهو يطالب بالحرية، والانعتاق قبل هذه الأيام المشرقة، فضلا عنه، وهو قد ذاق طعم الحرية، فلن يتخلى عنها أبدا.
3. الجيش الوطني الأزوادي:
هذه المؤسسة هي التي قادت الثورة، وهي التي نجحت، ولها القول الفصل، هؤلاء الذي يحملون البنادق في الصحراء ، لا الذين قطنوا الفنادق في أوربا الخضراء هم من يستحقون أن يكونوا طرفا مباشرا في أية مفاوضات، وهم الذين لا يمكن أن يقبلوا بما دون الاستقلال، على الأقل احتراما للشهداء، والجرحى، واللاجئين، والمعاقين الأزواديين، واحتراما لعرقهم الذي سال تحت قيظ الشمس، وفوق الرمضاء، من المؤكد أنهم لن يرضوا بثمن بخس دراهم معدودة، فهم يضحون بأنفسهم مقابل الشرف، والكرامة، والمجد.
هذه بعض الأدلة التي تجعل القول ب”الحكم الذاتي” خدعة ساخرة، وفشلا ذريعا، ورأيا غير صائب، وغير صالح لمالي، ولأزواد، وللعالم كله، فإن المشكلة معقدة، ولن يكون حلها إلا بالاستقلال التام، ونيل الشرعية الدولية.

 

محمد اغ محمد

تعليقات (0)
إغلاق