مستقبل أزواد “بين المأمول والمجهول

مستقبل أزواد “بين المأمول والمجهول

في البداية أقدم باقة ورود مضمخة بعبير الحب والإجلال تحمل رسائل التهاني للشعب الأزوادي المناضل الحر، على نيله الحرية بعرق الجبين، بل بالدم القاني … ألثم تربتك يا أزواد، وأهنئ تلك الرمال التي امتزجت بدماء الأحرار النقية ….
شعوري يشكك في موتهم  فكم مات شخص وعاش الأثر
بعد هذه الوقفة المخلصة مع الحدث أقول:
إن إعلان الاستقلال رغم أهميته العظيمة ليس النهاية، بقدر ما هو بداية، إنه ميلاد المسؤوليات الجسام، وفاتحة المشاكل العظام، لقد حسمنا مع العدو الأول “النظام المالي” بدون رجعة، وبقي الهم الأكبر “العمران”، والاستقرار، والازدهار، والطريق إلى ذلك ـ لا شك ـ غير مفروشة بالورود، إذ تطرح اللحظة الراهنة عدة تحديات داخلية، وخارجية.
لقد تجاوزنا فعلا مشكلة “مالي”، وطوينا صفحة الاستعمار، كي تنفتح أمامنا عدة صفحات في الواجهة، لا يمكن تجاهلها، ولا القفز عليها، كالمعضلة الإثنية، والتطرف الديني/ والعدو الخارجي/ وأسطورة القاعدة/ والجهل/ والفقر/ والبنية التحتية  وهل سنقبل على حرب إفريقية أزوادية أم لا  كل تلك ملفات لا تقل إحداها عن الأخرى، مفتوحة في آن واحد في شاشة مستقبل أزواد، وملقاة خصيصا على أكتاف الأزواديين، وهل سيحلونها كما حلوا مشكلة “الاستعمار المالي”، هل سيعلنون القطيعة مع “التخلف” بكل أشكاله كما طلقوا النظام المالي ثلاثا، وهل بإمكانهم مواجهة هذه القوة الخرافية المدعوة “القاعدة” إلى غير ذلك من أسئلة في الصميم أسئلة كثيرة، الإجابة الدقيقة عنها مجهولة لحد الساعة.

لكن المأمول هو أن تقوم الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمعجزات كمعجزة طرد الاحتلال، وتتجاوز تلك التحديات الكبيرة، ولن يتم ذلك إلا بتعاون دولي، وأعتقد في تحليلي أن العالم لو تعاون مع الحركة، واعترف بأزواد، وفتح معها قنوات الشراكة لأنجزت تقدما، وحضارة سريعة، بمسحها أنواع التطرف، وأشكال الإرهاب بالمنطقة، والسباق نحو البناء، وفتح المجال السياحي، وتشغيل، وتوظيف كل الإمكانيات الأزوادية، والاستفادة من جميع الموارد البشرية، والطبيعية كل ذلك من شأنه أن يقضي على أزمات الفقر، والجهل، والتخلف، فيتحقق الازدهار، والاستقرار في منقطة الساحل، هذا هو المأمول من إقامة دولة أزواد، ونأمل أن يتحقق حتى لو لم تتعاون مع القوى العظمى، كما حققت الاستقلال كذلك

 

محمد أغ محمد

تعليقات (0)
إغلاق