مانو دياك سياسي بأمتياز ” وزعيم ثائر

ولد مانو داياك سنة 1950 في منطقة الآيير شمال النيجر, وقد أرغم وهو صغير على دخول المدرسة النظامية في أغادس حيث نال الثانوية العامة.عمل مانو فترة في الهيئة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)ثم انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة حيث حصل على شهادة الفولكلور من جامعة أنديانا, وبعد ذلك رحل إلى فرنسا حيث حصل من جامعة السوربون على شهادة عليا في العلوم السياسية.أسس مانو وكالة للسفر (Temet voyage)نشطت في المجال السياحي, ونسقت بعض مراحل سباق “رالي باريس- داكار”, ما أكسب داياك سمعة لدى الأوساط الإعلامية والمالية الفرنسية والأمريكية معا, وحقق بذلك نجاحا في مجال السياحة والأعمال.اهتم داياك بالثقافة التوارقية, وقام مع زوجته بأعمال بحثية تناولت الثقافة الطارقية وطريقة عيشهم, وألف كتاب “الطوارق والمأساة” بالفرنسية الذي صدر عام 1992, كما ألف كتاب “ولدت والرمل في عيني تمكن داياك ولوج عالم السياسة بفضل نبوغه وقدرته على التواصل منفتحا على كل ما يجري من حوله, واستغل علاقاته في التعريف بالقضية التوارقية مغريا حلفاءه بمصالح دائمة في بلاد التوارق شرط تحريرهم.كانت واشنطن تبحث عن حليف طوارقي تتعامل معه من القيادات ذات الوزن الثقيل حتى ارتمى في أحضانها الزعيم الطوارقي النيجيري مانو داياك خريج إحدى الجامعات الأمريكية فكان أقوى حلفاءها في المنطقة ورسم معها سياسة إضعاف النفوذ الفرنسي الجزائري-النيجر, وكان أبعد القيادات الطوارقية عن العرب فلم يكن يجيد العربية بل كان شكسبيري الثقافة ومفرنس فقد استطاع أن يوجد لواشنطن موطئ قدم في الصحراء الكبرى واستمر مانو داياك في صلاته مع منظمات اللوبي الإسرائيلي ومع المنظمات الحقوقية وكاد يحرم مالي والنيجر نهائيا من المساعدات الأمريكية ومن قروض النقد الدولي, كما مارس مع فرنسا ديبلوماسية التأثير على الناخب الفرنسي فقد كان يبرم صفقات مع أحزاب اليمين لإسقاط حكومات اليسار المؤيدة لمالي والنيجر وكان مسموع الصوت في منظمات حقوق الإنسان انخرط مانو في سلك الثوار ضد الجيش النيجيري في مايو 1990, عاش عمره ملتزما بقضيته الطوارق ومدافعا عنها فشارك في انتفاضة الطوارق بداية التسعينات, وفي 1991 تأسست جبهة تحرير الآيير والأزواد, فدخل الثوار في مفاوضات مع الحكومة توجت بوقف لإطلاق النار في يونيو1993. إلا أن الحركة انقسمت على نفسها فتم إنشاء الجيش الثوري للحرية الوطنية.فأنشأ مانو ومجموعة من الشباب كانوا لاجئين في فرنسا, حركة تموست (Tamust), (جبهة تحرير تموست) كما أنشأ الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء في يناير 1994.حركة تموست كانت في الأصل ثقافية تساهم في نشر الوعي بالقضية الطوارقية. ومساعدة محتاجين وعموم الطوارق, من خلال تحديث المجتمع على صعيد التعليم وزيادة الوعي لديهم بضرورة الإرتقاء إلى مراتب أفضل. وكان لهم موقف سلبي من حمل السلاح إلا أن المذابح التي عرفها, جعلتهم يغيرون موقفهم من الحرب, كانوا يطالبون بالاستقلال الذاتي لإقليمي آيير وأغادس, وبعد وفاة مانو داياك إثر تحطم طائرته, عندما كان متجها إلى العاصمة النيجيرية للتفاوض على حل سلمي لقضية الطوارق,وعادت الأمور إلى سالف عهدهاهدد وجود الزعيم التواركي مصالح الدول النيجر-مالي-الجزائر- فرنسا ورأت بعض الأطراف في اغتيال الزعيم داياك حلا لأزمتها في المنطقة ولعب دور أكبر بعد القضاء على حليف واشنطن واللوبي اليهودي في منطقة الصحراء الكبرى, ولإسكات طوارق النيجر وحرمان طوارق مالي من حليف قوي مات دياك بشكل مفاجئ في حادث تحطم طائرة صغيرة (Cessna 337) منتصف ديسمبر/كانون الأول 1995 , حين كان في رحلة داخلية من أكادز إلى العاصمة النيجيرية نيامي, ومات معه في نفس الطائرة اثنان من مساعديه وطيار نيجيري إضافة إلى صحفي فرنسي, ويعتقد على نطاق واسع أن النيجر أو فرنسا وراء عملية اغتياله .وأقامت قبائل النيجر عزاءا كبيرا يليق بعظماء التاريخ ترك الزعيم التوارقي رفاقا واعين مؤمنين بالقضية التوارقية ينهجون نهج زعيمهم الراحل وتظل قضية التوارق من أهم قضايا الحركة الأمازيغية سخونة, وينضم الشهيد مانو داياك إلى لائحة الشهداء الأمازيغ في شمال أفريقيا
موسى ازاوي