دحض شبهات ” مالي

دحض شبهات ” مالي

نعيش عالم السجال، والحجاج، حيث يقدم الجميع من الطرفين المتصارعين براهين يعتز بها، مهمى بلغت من التفاهة، والسخافة، والسقوط، كالغريق يتعلق ولو بخيوط الشمس، المحزن أن يغتر البعض بها، ويصدقها، وهو ما حدث مع دلائل مالي الجاهزة، بل شبهاتها التي يجب علينا كشفها، ودحضها، وسأسردها واحدة تلو الأخرى، وأناقشها بشكل موجز جدا:
1. شبهة الوحدة:
من أكبر الشبه خطورة تستخدمها مالي دون أن نشعر، هي ادعاء “الوحدة الترابية”، وان الثوار يحاولون تفكيك مجتمع مالي منسجم، يطمح للتعايش، والتكامل … إلخ آ خر الأسطورة، لكن لنا أن نتساءل: عن أية وحدة يتحدث المستعمر، أعن تلك الوحدة التي تضمن لقبائل البمبار استغلال قبائل الشمال أم لا، أعن تلك الوحدة التي لم يطبقها موقع مالي ويب، إذ يضع على صفحته الرئيسية نافذة “شمال مالي”، ولم يضع “جنوب” مالي”، مما يكشف بوضوح عدم الوحدة حتى في الصحافة المالية؟؟ ، أم عن وحدة عرقية، أم لغوية، أم ثقافية…. إن المجتمع المالي مجتمع طبقي متستر، يعتبر البمبار طبقة ارستقراطية فيه، تقوم بغزو امبريالي لثقافة شعوب الشمال …. وابتزاز اقتصادي خطير. هل هذه وحدة، أم احتلال؟

2. شبهة القاعدة:
أثبتت مالي للعالم أن هذه ثورة قاعدية واضحة، تهدد أمن إفريقيا كلها، بل العالم أجمع، والحجة هي ما يسمى “جماعة أنصار الدين”.
نقول للعالم: على افتراض وجود جماعة يقودها إياد … فهي جماعة تبليغية أقرب إلى طرح راشد الغنوشي من أطروحات أسامة، لسبب طبيعي، هو أن بنية التدين عند الأزواديين لم تكن متطرفة بتاتا، وليسوا من سكان شرق آسيا …. ,ولسبب آخر هو أن الجميع متفق في هذه اللحظة على أن ميلاد أزواد أولى الأولويات … علما بأن القاعدة لا وجود لها في منطقتنا بتاتا، إنما هناك مخابرات دولية تلعب بعقول الجهال، إضافة إلى أن “القاعدة” كما أكرر تهمة بيد الدول الكبرى، تمنح من يخالف، نحن لا عداء بيننا وبين أية دولة غربية، بل بالعكس نمد إليها يد التعاون، والتكاتف …..
3. شبهة انقسام الشماليين أنفسهم:
تقدم مالي هذه الشبهة كأقوى الحجج التي تسقط المناظر الأزوادي، وتزعم أن الشعب الشمالي/ الأزوادي غير متفق على هذه الثورة، من السنغاي، والعرب، والفلاتة، وحتى الطوارق …. إنما هناك بعض القبائل الطارقية فقط التي تريد زعزعة الأوضاع … إلخ،
نقول للعالم: المكتب السياسي للحركة مختلف الأجناس، والقبائل، ليست هناك قبيلة أزوادية غائبة، والجيش يحتوي الجميع …. وما نجاح الثورة المتوالي سوى دليل على ذلك الإجماع الذي تنفيه دولة مالي، ولو كانت لطائفة من قبيلة إفوغاس كما يقولون لما انهدمت أركان جمهورية مالي حتى أطيح بالرئيس … جراء الانهزام المادي، والمعنوي …. ؟
وعندنا ناشطون فاعلون من سنغاي، وفلاتة، فضلا عن العرب، وبقية القبائل الطارقية، ويلتحق بالثورة 20 شخصا على الأقل يوميا، وذلك طبيعي لأن إرهاب مالي يمنع الناس من الإفصاح عن آرائهم الكامنة في صدورهم … والجميع تواق إلى الحرية….
4. شبهة عدوى الثورة …!
آخر شبه مالي، هي تحذير دول الجوار بان هذه الثورة ستنتقل إليها، فعليها أن تساعد مالي على إخمادها قبل أن تصير حريقا لا ينطفئ، في الجزائر، والنيجر … حتى السنغال !.
نقول الفرق أيها العالم واضح، شعب أزواد شعب فرضت عليه مالي فرضا منذ 1960، ولم يوقعوا قط على إدماج أزواد في مالي، والشاهد الحي التاريخي هو رافض التطبيع/ محمد علي أغ الطاهر، … وغيره كثير، والطوارق في شمال مالي ليسوا مثل أمازيغ الجزائر قضية، وتوجها، ففي الجزائر لا يريدون الانفصال، بل الاعتراف بالجزائر كلها أمازيغية، فلا يقبلون تقسيمها … والنيجر قضت على الثورة بسبب ديمقراطيتها، وانفتاح شعبها القريب من الطوارق ثقافة، وفكرأ، وووو …واندمجوا معهم بشكل رائع.
هكذا انهارت حجج مالي واحدة تلو الأخرى، ولولا ضيق الوقت لأسهبت في فضحها، ودحضها … ولكن فيما قلت بداية الطريق نحو كشف هذه الشبهات الفارغة، والرد عليها، وللقراء أن يزيدوا في الرد.

 

محمد أغ محمد

تعليقات (0)
إغلاق