القاعدة إرث ورثناه” عن دولة مالي ولن يستمروجودها في “أزواد

القاعدة إرث ورثناه” عن دولة مالي ولن يستمروجودها في “أزواد

إن النضال التحريري الذي تقوده الحركة الوطنية لتحرير أزواد اليوم ما هو إلا استمرار لثورة الشعب الأزوادي ضد الاحتلال المالي منذ اللحظة الأولى التي قام فيها المستعمر بإلحاق أزواد بدولة مالي، وفي مسيرة نضال الشعب الأزوادي كان الأزواديون يعطون الأولية للنضال السلمي، غير أن حكومات مالي المتعاقبة دائما ما كانت تدفع بالأزواديين مكرهين إلى استخدام السلاح دفاعا عن النفس والأرض والعرض.
وقد استخدمت الحكومات المالية المتعاقبة كل ما تملك من وسائل الإرهاب والقتل والتهجير والقمع لكبح جماح الشعب الأزوادي المتطلع إلى الحرية، فارتكبت قوات الاحتلال المالي مجازر بشعة في حق الأزواديين، لم يسلم منها النساء والأطفال والعجزة المسالمون.

وقد حولت مالي إقليم أزواد إلى فضاء مفتوح، وملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والمهربين، وسوق عالمية لتجارة البشر، وقد وجدت القاعدة في المغرب الإسلامي ترحيبا كبيرا من قبل السلطة الحاكمة في باماكو، وقادتها العسكريين، وحسب إفادات بعض عناصر هذا التنظيم لدى المحاكم فإن مالي هي التي هيأت المجال للقاعدة، وتعاونت معها، لتحويل الإقليم إلى مشروع تجاري كبير، يدر بدخل خيالي لكلا الطرفين، وهذا ما حدث فعلا من خلال الوساطات التي قامت بها مالي مع هذا التنظيم لتسليم بعض المختطفين، وتجارة الأسلحة التي راجت بين الطرفين.
وقد نددت الحركة الوطنية لتحرير أزواد منذ تأسيسها بهذا الوضع، وأدانت كافة أشكال الإرهاب، سواء كان إرهاب جماعات، أو إرهاب دول، واعتبرت الحركة أن وجود القاعدة، وغيرها من التنظيمات الإرهابية في إقليم أزواد يهدد بشكل مباشر أمن الأزواديين، وأمن المنطقة بصفة عامة، وذلك من خلال ما لامسته الحركة من تضرر كبير لحق بالشعب الأزوادي جراء هذا التواجد المنسق بين حكومات مالي والقاعدة، ولهذا ثارت الحركة على هذا الوضع، لإيمانها بأن الشعب الأزوادي هو الوحيد القادر على تأمين أرضه، ولن يكون ذلك إلا باستقلال الإقليم استقلالا كاملا عن دولة مالي، فانطلقت الحركة لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يفسر التأييد الجماهيري الذي تحظى به الحركة من الشعب الأزوادي بكافة أعراقه وأجناسه، وانتماءاته السياسية الدينية.
واليوم، بعد أن بدأ حلم الأزواديين يتحقق، وتم تحرير كامل التراب الأزوادي من الاحتلال المالي، بدأت تظهر لنا بعض الوجوه، وبعض الأطراف التي لا يخفى أمرها على المطلعين، وتبين صدق ما كانت الحركة تحاول توضيحه للعالم، وهو التنسيق والتعاون المباشر بين دولة مالي، والإرهاب، فظهرت هذه التشكيلة (مالي، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، جماعة التوحيد والجهاد) التي تسعى دائما لتحقيق مآربها ومصالحها الشخصية على حساب أمن وسلامة الأزواديين، ظهرت هذه التشكيلة لتشوه صورة النضال الأزوادي التاريخي المشروع، وتغير مسار الثورة الأزوادية المباركة، بعد أن استغلت انشغال الحركة الوطنية بتأمين المناطق المحررة، وبسط الأمن فيها، وحماية المدنيين من عمليات النهب والسلب التي لا يخلو منها أي عمل مسلح، مهما حاول القائمون عليه التصدي لها.
ومع أن هذه الجماعات قلة قليلة، تحاول بعض وسائل الإعلام المشبوهة أن تظهرها على أنها قوة كبيرة، إلى درجة ادعاء أنها هي التي حررت أزواد، وهي التي تسيطر عليه، وأنها قدمت الشهداء – كما تدعي – وطردت الجيش المالي، وهو ما لا يؤيده الواقع إطلاقا.
إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تؤكد للشعب الأزوادي ما يعرفه جيدا من أن جيش التحرير الوطني الأزوادي هو من حرر أزواد، وهو صاحب السيطرة على كافة المدن الأزوادية المحررة، وأن هذه الجماعات قد استغلت – كما أسلفنا- انشغال الجيش الوطني بضبط الأمن، وتحرير باقي المدن الأزوادية.
وتؤكد الحركة أيضا أنها لن تسمح بحال من الأحوال لأي جهة أيا كانت، وأيا كان من يقف وراءها بمصادرة ثمار هذه الثورة الشعبية الميمونة، والحركة ستكون بالمرصاد لكل من يقف حجر عثرة في سبيل تحرير كافة الأراضي الأزوادية، وإعلان دولة أزوادية مدنية مستقلة، تجمع كافة أبناء الشعب الأزوادي، لها سيادتها الكاملة على حدودها.
وهذا الإرث الخبيث الذي ورثته الحركة عن الاحتلال المالي سوف تكون نهايته على أيدي أبناء أزواد، الذين سوف لن يسمحوا بأي وجود على أرض أزواد يهدد أمنهم واستقرارهم.
وتطمئن الحركة دول الجوار، والعالم أجمع، حكومات وشعوبا بأن الدولة الأزوادية سوف تكون عامل استقرار وازدهار في منطقة الساحل الافريقي.

المبارك أغ محمد
عضو المكتب الإعلامي للحركة الوطنية لتحرير أزواد

تعليقات (0)
إغلاق