نهاية تاريخ القاعدة “الفصل الأخير من المسرحية”
بداية أود مشاركة القراء بمواقفي المتعاقبة في قصة القاعدة، وحقيقتها، ففي الواقع كنت قبل أعوام من المؤمنين بوجود جماعات مدافعة عن الدين الأسلامي الحنيف، وتريد نشره عالميا، ودحر الكفر، وكم تضامنت لاشعوريا مع أولئك الأبطال في طالبان، ولكن سرعان ما كرهتهم أيضا وانقلبت ضدهم بعد ما أصبحت أدين كل عمل إرهابي، وكم شكرت الدولة الإنسانية أمبربكا على جهادها لمحو آثار الإرهاب في العالم
لكن لكوني إنسانا لا يجبر نفسه على ما لا يستوعب بدأت أطرح عدة تساؤلات على القاعدة، وما مادى مصداقيتها، وقد فجر التحقق من حادثة البنتاغون تلك التساؤلات، حين تحققت من أن تلك الحادثة أم الأعمال الإرهابية هي نفسها مدبرة، ثم تتابعت الأسئلة في رأسي.
1. أحداث البنتاغون من وراءها حقا؟
2. لما ذا لم تتموقع القاعدة إلا في المناطق التي يجمع بينها الفقر، والجهل، والتخلف “أفغانستان/ اليمن/ الصحراء الكبرى” إذا لم يكن الأمر مدبرا من قوة ذكية جدا . تختار، وتنتقي . ولا تريد إزعاج شركائها الأغنياء . أليس للإمرات العربية صحراء، وللسعودية بادية واسعة ولأمريكا نفسها بيداء مترامية الأطراف ؟
أليس المعنى فقط أن هذه المناطق بلا مدافعين عنها، فيمكن أن تحولها الدول العظمى إلى ميدان لعقد الصفقات التجارية للمخدرات .. وتبادل الأسلحة، واختبار التقنيات العسكرية المستحدثة ؟
3. من أكبر الأسئلة إزعاجا لذهني هو: كيف تسمح تلك الدول المالكة لحدودها، والمراقبة بالرادار، والأقمار الصناعية، وأحدث التقنيات في المتابعة .. كيف تسمح بمرور هذه الأسلحة الرهيبة إلى أعدى أعدائها “القاعدة”، حتى أصبحت تهدد العالم كله، أليسوا هم المصنعين لها؟
4. ثبت أن القاعدة عدو متفق عليه للعالم كله شرقا، وغربا، وهي على قوتها الأسطورية محصورة بالمكان، وأكبر معقل له حسب الإعلام العالمي : أفغانستان/ اليمن/ حدود الجزائر ومالي، فلم لا يتفق العالم على ضربها كما اتفق على ضرب صدام حسين إذ لم تكن هناك دولة مرموقة لها مصالح معها ؟وغير هذا من أسئلة جعلتني أشك في حقيقة القاعدة، وشكي أعتقد أنه مشروع للتساؤلات السالفة، وغيرها ومن الصعب أن أؤمن بها إلا إذا تناولت جرعات غير قليلة من كحول السلطة فأقرب إلى المعقول في نظري أن القاعدة مسرحية تم إبداعها من قبل جميع الدول الكبرى، والنفطية، في الغرب، والشرق، وبطلها الأسطوري هو أسامة شريك أمريكا على إعدام الاتحاد السوفيتي , وقد آن الأوان لقتله، فقتل، وليست هناك قصة، ولا مسرحية تعمر كثيرا بعد وفاة البطل على وقع عربة البو عزيزي، وها هي القصة، أو المسرحية تحتفتل بنهائياتها في الصحراء الكبرى على أيدي الأزواديين الأشاوس.إن البوعزيزي أحرق معه كل الأثواب التي يتستر بها المتعشطون للدماء، والمبستبدون . نحن نقبل على عصر الانكشافات، والتجليات، وفضح أسرار “السلطة”، دشنه البوعزيزي، كي يقوض المساحة الرمزية بين بائع الخضر، والوزير الأول، بين الشعبي، والحكومي، بين البولوريتاريا، والبرجوازية، عهد جديد بدون أسرار، جلله ويكيليكس بإنجاز عظيم، وما الذي يجري في أزواد من محاولات لإجهاض الثورة إلا بقايا صمود السلطة أمام ثورة البوعزيزي، والحفاظ على “الأسرار”، والعلبة كسرتها أقدام الثوار، وتنتهي كل قصة إذا حلت العقد، وانكشفت الألغاز، فضلا عما إذا مات البطل ,,,ولذا فأنا أهنئ الشعوب المتضررة من “أسطورة” القاعدة بنهاية تاريخ “القاعدة”. إلى عهد الديمقراطيات الحقيقية، وموت السلطات المستبدة كلها عن بكرة ابيها
محمد اغ محمد