قرية (تيلاقين ) الأمـــــازيغية ظلم صارخ ومعانة دائمة تكشفها أنامل ثوار تينيري
في مدينة اوباري جنوب ليبيا ، تقع قرية تلاقين التي تعتبر من أشد المناطق فقراً ، حيث يعتمد سكان هذه القرية الذين ترجع أصولهم إلى قبائل الطوارق الأمازيغية ، في طريقة بنائهم على الطين وسعف النخيل ، ويبلغ سكان هذه القرية حوالي 6000 نسمة نزح منهم ما يقارب الألفين نسمة وذلك بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد والانتقامات التي يخشاها معظمهم.
{gallery}tilaqqen{/gallery}.
دخل سكان هذه القرية البلاد في عام 1960 ، بعد الجفاف الذي ضرب أطراف الصحراء شمالي مالي والنيجر ، إلا أنهم سلبوا جميع حقوقهم القانونية والسياسية والثقافية رغم مشاركتهم في بناء الدولة قرابة نصف قرن حتى الفترة الحالية التي دخلت فيها البلاد مرحلة التغيير والديموقراطية ، كما شارك هؤلاء في جميع الحروب التي أقحم القذافي الشعب الليبي فيها من تشاد إلى لبنان ، رغم حرمانهم من الهوية والحقوق الثقافية والتنكيل بهم أشد التنكيل ومنعهم من السفر إلي الخارج خوفا من أن يفضحوا الجرائم التي ارتكبها النظام السابق كما قام النظام بتصفية ونفي كل النشطاء الإعلاميين الذين ينتسبون إلي القرية والذين يحاولون إخبار العالم واطلاعه على هذه الفضائح ، والتي كان أحد أهم أسبابها وفقا لتقارير إعلامية التكتم الإعلامي الذي مورس ضد هذه الفئة وحرص القذافي على عدم تسرب أخبار هذه القرية التي تعتبر عاملاً محركا وموحداً للصحراء.
وظلت هذه القرية كمعتقل كبير لايستطيع قاطنوه السفر حتى إلى المناطق القريبة داخل البلاد وذلك بسبب عدم امتلاكهم لأوراق ثبوتية وبذلك يتم توقيفهم ووضعهم في المعتقلات بحجة أنهم أجانب ، وفي عام 2007 تم تكليف لجنة خاصة لمنح أوراق زورها النظام بنفسه ليتم اعتقال هؤلاء القوم ، وكان القذافي يمنحهم تلك الأوراق وذلك لتجنيدهم واستغلالهم ، وبعد مرور فترة ثلاثة أشهر من منحهم لتلك الوراق فجأة يتم اعتقالهم عند نقاط التفتيش الواقعة داخل البلاد ، وبعد سقوط النظام تم اكتشاف حقيقة هذه الأوراق ، وهي عبارة عن إحصائية أمر بها النظام المنهار لتقام لهذه الفئة تحديدا دون فئات أخرى داخل نفس القرية ، ولهذا بقي أمازبغ (الطوارق) في هذه المنطقة يعانون من عدم امتلاكهم للهوية و ظلوا يتسآلون إلي متى نحصل على حقوقنا ويدرك العالم حقيقة معاناتنا.
تقرير وتصوير: عبدالحميد الأنصاري
اوباري – جنوب ليبيا